تشارك الجزائر بوفد رفيع المستوى في الغابون، في ملتقى المستغلين والعاملين في قطاع المحروقات، في وقت شرعت فيه الجزائر في العودة إلى عدّة مناطق كانت قد انسحبت منها خلال التسعينيات وبداية سنوات 2000 بالخصوص. ويضم الملتقى الإفريقي الخامس للبترول 18 دولة، منها الجزائر، لدراسة أوجه الشراكة والتعاون وتقنيات الاستغلال والتطوير في مجال البترول والغاز، حيث يشارك خبراء جزائريون وأفارقة، ما بين 26 و28 مارس المقبل، في تحديد الاستراتيجيات الكفيلة بدعم الشراكة والتعاون والاستثمارات البينية في القارة السمراء. وتشرف على الملتقى جمعية منتجي النفط الأفارقة التي تجمع أهم شركات البترول، من بينها سوناطراك، والشركات المتخصصة في الخدمات، إضافة إلى الخبراء والمختصين في قطاع المحروقات، للتباحث حول كيفية تنمية وتطوير الموارد البترولية، حسب ما أشار إليه وزير البترول الغابوني، إيتيان ديودوني نغوبو، علما أن الجمعية الإفريقية منظمة حكومية تأسست في لاغوس العاصمة النيجيرية في 1987 على شاكلة منظمة ''أوبك''، للتعاون في مجال المحروقات وتنسيق السياسات الطاقوية. ويأتي اللقاء في سياق استراتيجية جديدة اعتمدتها سوناطراك ووزارة الطاقة للانتشار والتموقع، مجدّدا، في عدّة بلدان إفريقية، من بينها أنغولا ومالي ونيجر وناميبيا، بعد أن انسحبت الجزائر من هذه المناطق. وتسعى الجزائر إلى ضمان حصة في المشاريع التي تسيل لعاب العديد من الشركات والمجموعات الدولية، منها الصينية والفرنسية والبريطانية، خاصة بعد التقارير التي كشفت عن وجود احتياطات هامة للنفط والغاز في إفريقيا غير مستغلة، ما جعل القارة السمراء محلّ اهتمام أكبر الشركات الأمريكية، حيث تسعى واشنطن إلى جعل إفريقيا أحد البدائل عن نفط الشرق الأوسط. ويقدّر الخبراء احتياطات النفط في إفريقيا بقرابة 128 مليار برميل، منها 3, 44 مليار في ليبيا، و2, 37 مليار في نيجيريا، و2 ,13 مليار في أنغولا، و2, 12 مليار في الجزائر، و7, 6 مليار في السودان، و4,4 مليار في مصر. وتقدّر هذه الاحتياطات الإجمالية الإفريقية بأكثر من 9 بالمائة من الاحتياطات العالمية للنفط، وهي احتياطات لم تستغل كثيرا في العديد من المناطق.