بدأ مسلحو حركة "أم 23" في الكونغو، الذين يسيطرون على مدينة غوما في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالإنسحاب من المدينة بموجب اتفاق إقليمي أبرم معهم. وقد شوهد المسلحون وهم يستقلون شاحنات متجهة إلى خارج المدينة التي احتلوها قبل أحد عشر يوما وأخرجوا قوات الحكومة والأممالمتحدة منها.وينص الاتفاق على أن يغادر المسلحون باتجاه كيبومبا. وكان مسلحو أم 23 قد انشقوا عن الجيش الكونغولي في نيسان/أبريل الماضي، ونجم عن الانشقاق قتال تسبب في تهجير نصف مليون شخص من منازلهم.وقد علقت المملكة المتحدة مساعداتها إلى رواندا وسط مخاوف أن يكون لها دور في الصراع. وينفي كل من رواندا وأوغندا الاتهاتمات التي وجهتها لهما الاممالمتحدة بأنهما تقفان خلف تمرد "أم 23". أزمة إنسانيةقد أشارت تقارير السبت إلى أن عددا من الشاحنات التي تحمل مئات من المسلحين كانت متوجهة خارج غوما، بينما كان عدد المسلمحين الذين احتلوا غوما سابقا حوالي 1500. وقال نائب الناطق باسم حركة "أم 23"، أماني كاباشا، لوكالة رويترز "إن مسلحي الحركة بدأوا يغادرون غوما".وفقا لاتفاقية الانسحاب الذي توسطت في إبرامها أوغندا، فإن على المسلحين أن ينسحبوا عشرين كيلومترا إلى منطقة فاصلة تحيط بغوما. كما نصت الاتفاقية على أن تبقي حركة أم 23" 100 مسلح لحراسة المطار إلى جانب قوات الحكومة الكونغولية والأممالمتحدة.غير أن المتحدث باسم الاممالمتحدة في الكونغو، ساي كومبو، قال لوكالة أسوشيتيد برس، إن المسلحين حاولوا اقتحام المطار للاستيلاء على الاسلحة يوم الجمعة لكنهم فشلوا في ذلك. بينما قال المسلحون إن ذلك جزء من إجراءات نصت عليها الاتفاقية.وقد وصل إلى ميناء غوما أكثر من 270 من عناصر الشرطة الكونغولية كجزء من ترتيبات الفترة الانتقالية.حذرت الأممالمتحدة من تنامي المشكلة الإنسانية في المنطقة بسبب القتال الاخير الذي نشب فيها. وتعتبر غوما من المدن الرئيسية في منطقة شرقي الكونغو التي شهدت سنينا من الصراع الناتج عن الخلافات العرقية والسياسية وحول توزيع عائدات الموارد الطبيعية. قد قتل نحو خمسة ملايين إنسان في الصراع الذي اندلع في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1997 واستمر حتى عام 2003 وطال عددا من بلدان المنطقة، بما فيها رواندا وأوغندا.