يرى عازف القانون المصري، صابر عبد الستار، أن ما يؤثر على الفن هو الاقتصاد، مؤكدا أنه، لحد الآن، لا توجد أي بوادر تشير إلى أن الإسلاميين ضد الفن وأهله. وقال صابر عبد الستار، في حوار مع ''الخبر''، إنه ضد المساس بالتراث، كونه مسجلا ومحفوظا. شاركت، مؤخرا، في مهرجان المالوف بقسنطينة، ضمن مجموعة دار الأوبرا المصرية، أين تكمن نقطة لقاء المالوف مع الطرب العربي؟ إذا كان اسم ''المالوف'' في الجزائر يطلق على الطرب العربي، ففي مصر ليس له تسمية معينة، كونه تطوّر في شكله دون مضمونه، خلافا لمالوف الجزائر الذي حافظ على الشكل والمضمون، كما أنه يمثل عندنا تاريخا فنيا طويلا، له جذوره وأصوله. وقد انطلق هذا الفن في مصر على يد العديد من الشيوخ، على غرار سلامة حجازي، أبو العلا محمد.. وغيرهما، ممن تتلمذت على أيديهم كوكب الشرق أم كلثوم. ونحن، بدورنا، حاولنا، خلال المهرجان الدولي للمالوف الذي احتضنته مدينة الجسور المعلقة، والذي يعدّ من أهم دعائم الموسيقى العربية، أن نحافظ على هويتنا كعرب. هل أنت مع فكرة التجديد المطروحة للنقاش في التراث الفني؟ كنت أتمنى أن أجد للمالوف فروعا. لكن، علينا، أولا، التخلص من عقدة ''الخواجة'' ومشكل الاحتلال الفكري، وأيضا من الاعتقاد بأن كل ما هو أجنبي جيد ومميز على ما هو عربي، لنصل إلى الحديث عن التجديد أو مواكبة العصر، فعلى الأقل إذا لم نستطع استرجاع هويتنا بشكل سياسي نسترجعها بشكل فني، وهنا لا نريد تجديد المالوف بشكل جذري، لأن هناك خطا رفيعا جدا ما بين التجديد والتطوير. لكن الشيوخ ضد فكرة التجديد؟ أنا ضد المساس بالتراث، فهو مسجل ومحفوظ، لكن لِمَ لا نضيف إليه المزيد على النمط نفسه، ولكن بصورة عصرية تواكب التطورات العالمية. إلى أي مدى أثر صعود التيار الإسلامي في مصر على الفن؟ الفن مرتبط دوما بالواقع والحياة اليومية الاجتماعية، والإخوان المسلمون لم يؤثروا على الفن لا بالسلب ولا الإيجاب، إنما ما يؤثر على الفن هو الاقتصاد، وحاليا، لا توجد أي بوادر تشير إلى أن الإسلاميين ضد الفن وأهله. ماذا عن الأحداث التي شهدتها أروقة العدالة المصرية بين الدكتور عبد الله بدر الذي سب وقذف إلهام شاهين، بعد أن رفع صورا لها من فيلم ''سوق المتعة''؟ هذه الواقعة حالة شاذة ولا يقاس عليها وضع الفن في مصر، رغم أنني ضد أن يتلفظ رجال الدين بألفاظ بذيئة، وأن يقوموا بسبّ أي كان.