تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للمالوف، في طبعته السادسة، بالمسرح الجهوي لقسنطينة، حيث صفق الجمهور القسنطيني الذي حضر بقوة في ثاني ليالي المهرجان، طويلا لثلاثي الطرب العربي من مصر، سيّدات الفن الأصيل اللواتي استطعن استحضار كل من أم كلثوم، ليلى مراد، وردة الجزائرية وفايزة أحمد، من خلال أداء شرقي فريد وأصيل تحت إشراف عازف القانون العالمي صابر عبد الستار. وكان تناغم القانون مع الأصوات الفيروزية للسوليست رحاب عمر، نهاد فتحي وإيمان عبد الغني، يحيك نسقا تاريخيا من زمان الوصل بالأندلس، من خلال أداء مجموعة متنوعة من الموشحات الأندلسية والمصرية، قال عنها الأستاذ صابر عبد الستار إنها من المنطقة التاريخية الفنية الوسطى بين الطرب الشرقي القديم والكلاسيكي، مرورا بالحقب الزمنية لكبار الملحنين والموسيقيين، بدءا من زكريا أحمد ورياض السنباطي إلى محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي. وأكدت الفنانات، في تصريح ل''الخبر''، أنهن قد وصلن لنضج فكري جعلهن يؤمنّ بضرورة الحفاظ على التراث الفني الغنائي كجزء من الهوية، وأن أداء أغاني ليلى مراد، فيروز وردة الجزائرية ومثيلاتهن من الزمن الأصيل صار ديكورا لصيقا بحياتهن الفنية التي بدأت منذ نعومة أظافرهن وسط العائلة، ثم صقلت بالتعليم الأكاديمي. ووقع القسم الثاني من السهرة، الفنان القسنطيني نصر الدين بوشامة، صاحب الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للمالوف في طبعته السادسة، حيث أدى مقاطع من المالوف القسنطيني بأصوله، بدءا بالهندام المميز إلى النغمات المتناسقة التي سافرت بالجمهور من مصر رجوعا إلى سيرتا، من خلال نوبة الماية ''فاح الزهر فاح'' التي أداها الفنان محققا المتعة الفنية، بأدائه النوبة كاملة بدل مقاطع مختصرة المميز، علما أن برنامجه حمل نفس الوصلات الموسيقية التي قدّمها خلال المسابقة الوطنية، لما حققته من نجاح واستحسان الجمهور.