عادت ظاهرة انتحار الأطفال من جديد لتخطف ابتسامة براعم في عمر الزهور، اختاروا إنهاء حياتهم بطرق تراجيدية، آخذين سرّهم معهم إلى القبر، حيث أقدم تلميذان على الانتحار في أقل من أسبوع بكل من ولايتي أم البواقيوخنشلة، والأسباب دائما مجهولة، علما أن أكثر من 17 طفلا انتحروا منذ بداية السنة. أفاد مصدر مطلع بأن تلميذا لا يتجاوز عمره 14 ربيعا، قد وضع حدا لحياته، نهاية الأسبوع الماضي، في سابقة لم تشهدها مدينة عين فكرون من قبل، حيث أقدم على شنق نفسه بواسطة حبل داخل مسكنه المتواجد بحي 202 مسكن. وحسب ذات المصدر، فإن الضحية (أ. م) كان قد انفرد بنفسه خلسة عن أسرته وبعد تفقده عند حدود الساعة التاسعة من صبيحة يوم أمس الأربعاء، تفاجأ والده بالفاجعة عقب عثوره على فلذة كبده مشنوقا بحبل ملفوف على رقبته، ليحاول إنقاذه ناقلا إياه على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. واختار الطفلان البالغان من العمر 8 و14 سنة إنهاء حياتهما شنقا، تاركين لأهاليهم المفجوعين حرقة الفراق وأكثر من علامة استفهام، فكلاهما تلميذان هادئان ومجتهدان، ولم يلاحظ عليهما في الفترة الأخيرة أي توتر قد يخفي ألما قد يدفعهما للتفكير في تطليق الدنيا. كما أن الحجة التي تتكرر دائما على لسان المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس، بارتباط هذه الظاهرة بفترة الامتحانات وخوف الأطفال من رد فعل الأولياء في حال كانت نتائجهم سيئة تسقط في هذه الحالة، على اعتبار أن فترة الامتحانات لم تبدأ بعد. وكانت حادثة الانتحار الأولى قد شهدتها ولاية خنشلة بحر الأسبوع الماضي، حيث أقدم طفل في الثامنة من عمره يدرس في الصف الثالث، على الانتحار، حيث وجد مشنوقا فوق سطح بيته العائلي، ولم يتوصّل المحققون بعد إلى الدوافع التي كانت وراء إقدام الطفل على فعلته. وقبل هذا، كانت ولاية تيزي وزو قد عاشت حقا ''ربيعا أسود'' في العطلة الربيعية الماضية، حيث شهدت ثلاث قرى حوادث انتحار ثلاثة أطفال شنقا في نفس اليوم، هم كل من مموح، صادق وزيدان، وثلاثتهم دون الثانية عشرة، لم تجمعهم معرفة مسبقة، رغم أنهم كانوا يقيمون في نفس المنطقة. والمأساوي في هذه الحوادث التي لم نكن نسمع بها قبل سنوات، أن التحقيق الأمني ينتهي غالبا إلى غلق الملف، دون التوصل إلى الأسباب التي دفعت البراعم لاعتزال الحياة، قبل أن يخبروا فيها مشاكل الكبار.