محمد عبد العزيز: الرئيس بوتفليقة عرض تقديم أي مساعدات ترغب فيها طرابلس أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استعداد الجزائر لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع ليبيا وعرض مساعدة السلطة الجديدة في ليبيا في كافة المجالات، فيما أعلن رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، أن ليبيا حصلت على التزام من السلطات الجزائرية بمنع أي نشاط معاد للسلطات الليبية انطلاقا من الجزائر. وقال علي زيدان، أمس، في تصريح للصحفيين قبيل مغادرته الجزائر بعد زيارة دامت يومين: ''لقد أخذت التزاما من المسؤولين الجزائريين الذين أكدوا لي أن الجزائر لن تكون منطلقا لأي فعل يهدد أمن ليبيا أو يؤثر على أمنها، وأنها ستدعم الحكومة والشعب الليبي لتحقيق أهدافه في سبيل إرساء الأمن وتحقيق الديمقراطية وبناء الدولة وترتيبها''. وكان زيدان يلمح إلى التزام الجزائر بمنع أي من أفراد عائلة القذافي المقيمين في الجزائر، أو أي عضو في النظام السابق، من القيام بأي نشاط سياسي أو تصريحات ضد الحكومة الليبية. وشدد زيدان على أن ''عهد التدخل في الشؤون الداخلية وتصدير الإزعاج للدول الأخرى من ليبيا قد انتهى''، في إشارة إلى الطريقة التي كان يدير بها النظام الليبي السابق للعقيد معمر القذافي علاقاته مع دول الجوار. وأشار زيدان إلى أنه ''وفقا لمبادئ الثورة التي أطاحت بحكم القذافي فإن الحكومة الليبية ستتصرف كدولة مسؤولة تتعامل بمنتهى المسؤولية والاحترام والحرص على ترسيخ العلاقة بين الجزائر وباقي دول الجوار''. وأوضح رئيس الحكومة الليبية أنه تم ''الاتفاق حول آليات التعاون في المجال الأمني والعسكري لتبادل الخبرات في مجال بناء القدرات وتأهيل عناصر الشرطة الليبية، لمواصلة ما تم الشروع فيه عقب زيارة وزير الداخلية الليبي إلى الجزائر، شهر مارس الماضي''. وقال زيدان إن زيارته إلى الجزائر كانت فرصة لمناقشة المسائل السياسية الإقليمية كالقضية المالية. وقال: ''مالي كمنطقة حساسة، ونحن نعتقد أن أي تدخل عسكري في شمال البلاد يمكن أن ينتج عنه نزوح ونقل الأسلحة وتهريبها وحدوث العديد من المشاكل، وعليه نحن مع الحل السلمي والتفاوض مع الأطراف المعنية''، إضافة إلى قضية ''ضبط الحدود بين الجزائر ومالي وليبيا حتى لا يحدث أي انعكاس على الجزائر وليبيا إذا ما وقعت أية أحداث وتطورات في مالي، وقد أبدى الجانب الجزائري استعداده للتعاون التام''. من جانبه، أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال أن ''الجزائر ستمد يد المساعدة لليبيا خاصة من الجانب الأمني لتدعيم السلطة في انتظار اجتماع اللجنة المشتركة المقرر خلال السنة المقبلة لدراسة بقية الملفات منها الاقتصادية''. وقال وزير التعاون الدولي الليبي، محمد عبد العزيز، الذي رافق زيدان في زيارته، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، إن ''الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عرض تقديم الجزائر لأية مساعدات ترغب فيها ليبيا وفي كافة المجالات''. وأوضح الوزير الليبي أن ''الرئيس بوتفليقة تساءل عن الوضع في ليبيا، وعن كيفية الدعم السياسي الممكن تقديمه من قبل الجزائر في ليبيا، ودعانا إلى تنسيق المواقف السياسية بين البلدين والتحرك المشترك في إفريقيا والتعاون الثنائي على المجالات كافة''. وأكد وزير التعاون الدولي الليبي أن البلدين اتفقا على بروتوكول تعاون يتضمن كل الخطوات لإطلاق مبادرات تعاون وتنسيق أمني بدءا من شهر جانفي المقبل.