فشل المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، مرة أخرى، في تحقيق الإجماع حول خياراته الفنية بعد إعلانه، أول أمس، عن قائمة الأربعين لاعبا المرشحين للتنقل إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في نهائيات ''الكان'' ببلد مانديلا. ضمت القائمة الموسعة للناخب الوطني لاعبين يعانون من نقص المنافسة وآخرين عائدين من إصابة، وصنف ثالث من لاعبين لم يفصلوا بعد في أمر مشاركتهم في ''الكان'' المقبلة، وهو الأمر الذي سيحد كثيرا من خيارات البوسني عند تحديد قائمة ال23 النهائية قبل 9 جانفي المقبل. ففي الوقت الذي يشتكي فيه وحيد حاليلوزيتش من كثرة الإصابات التي لاحقت العناصر الوطنية، نجد المدرّب الوطني، على ضوء الأسماء التي اختارها ضمن قائمته الأولية، هو الذي يجمع كل الأوراق التي تقلّل من قوة ''الخضر'' في الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا، كونه احتفظ تقريبا بنفس تركيبة اللاّعبين الذين تعامل معهم منذ توليه تدريب المنتخب، دون أن يأخذ بعين الاعتبار المستوى الحقيقي لكل اللاّعبين في الوقت الرّاهن، بمعنى أن حاليلوزيتش اختار عناصره بعيدا عن أي اعتبارات فنية. ويبدو، من خلال القائمة المقترحة، رهان حاليلوزيتش على مجيد بوفرة المصاب منذ شهر جوان الماضي وعلى حسان يبدة الغائب عن المنافسة منذ تسعة أشهر كاملة وكادامورو الذي تلاحقه الإصابة منذ مطلع الموسم الجاري، فهؤلاء اللاعبون غير مؤهلين تماما للارتقاء إلى نسق ووتيرة واندفاع منافسة قوية مثل كأس إفريقيا للأمم، والأدهى أن مستقبلهم الكروي سيكون على المحك وفي خطر، والكل يذكر الحال الذي آل إليه مراد مغني بعد مشاركته في نهائيات أنغولا 2010 وهو يعاني من إصابة. وتبقى حالة المدافع إسماعيل بوزيد الأكثر إثارة للجدل، وهي التي ستضرب حتما أي مصداقية بقيت للمدرب البوسني الذي لم نفهم إصراره في كل مرة على دعوة لاعب لم يشارك في أي مباراة منذ تسريحه من فريقه الإماراتي نادي بني ياس الموسم الفارط، بل وأكثر من ذلك، فاللاعب السابق لنادي هارتس الأسكتلندي كان أجرى عملية جراحية شهر أكتوبر ويتدرب حاليا بصفة منفردة متبعا برنامجا خاصا للتأهيل، ولا يبدو بأي شكل من الأشكال قادرا على العودة للمنافسة حتى مع فريقه اتحاد الجزائر. وإذا كان رابح سعدان لم يتردد في إبعاد رفيق جبور من قائمته التي شاركت في نهائيات أنغولا 2010 لابتعاده عن المنافسة مع ناديه السابق أيك أثينا، فإن حاليلوزيتش، بالمقابل، ليس مستعدا للتضحية بمبولحي تحت أي ظرف، حتى وإن كان ناديه الروسي كريليا سوفيتوف قرر تحويله إلى الفريق الاحتياطي، وهو عامل آخر يضرب مصداقية المدرّب الوطني. ويبقى التساؤل مطروحا أيضا حول تواجد غولام وبلفوضيل في قائمة الأربعين، سيما فيما يخص مهاجم نادي بارما الذي صرح مرارا وتكرارا بأنه غير جاهز تماما لتلبية دعوة ''الخضر'' تحسبا للنهائيات المقبلة، فيما لم يعلن غولام بعد بشكل صريح رغبته في المشاركة في دورة جنوب إفريقيا.