اعترفت 031 دولة من المشاركين في مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي انعقد بمراكش المغربية، أمس، بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري. من جهتها، اتهمت منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' النظام السوري باستعمال مواد كيميائية محظورة على غرار الفوسفور الأبيض، حيث دعت المنظمة النظام السوري لوقف استخدام هذا النوع من الأسلحة. يأتي هذا التحذير عقب توصل الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا إلى اتفاق جماعي بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض، الأمر الذي أثار استياء موسكو، حيث صرح وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، عقب إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافها بالائتلاف، أن ذلك ''يتنافى مع اتفاق سابق مع الخارجية الأمريكية يقضي بضرورة منح فرصة جديدة للحل السياسي''. واعتبر أن الاعتراف يقصي أحد طرفي النزاع الدائر في سوريا. وكانت الدول المشاركة في مؤتمر الأصدقاء بالمغرب جددوا دعوتهم إلى تقديم الدعم للمعارضة السياسية والمسلحة، حيث اعتبر وزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أنه على ''المجتمع الدولي أن يلتزم بوعوده المتعلقة بتسليح المعارضة بعد التزام المعارضة بتوحيد صفوفها''، وأضاف وزير خارجية قطر: ''المقاتلون في سوريا اقتربوا من النصر وعلى الدول الصديقة أن تقدم لهم الدعم اللازم لإنهاء حكم الأسد''. في السياق ذاته، أكد وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تقديم باريس للسلاح ''لمقاتلي المعارضة السورية''، وهو ذات الموقف الذي عبّر عنه رئيس الأركان البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، حيث اعتبر أن تدخلا عسكريا في سوريا أو تقديم السلاح للمعارضة قد يعمق من حجم الأزمة. من جانبها جددت كل من الصين وروسيا دعوتهما إلى الإبقاء على الباب مفتوحا أمام الحلول السياسية، إذ أشار الناطق باسم الخارجية الصينية، هونغ لي، أن بلاده ستحافظ على قنوات الاتصال مع طرفي النزاع في سوريا، في إشارة إلى التواصل مع النظام في سوريا والمعارضة على حد السواء. من جانب آخر، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين السورية قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بإدراج جماعة ''جبهة النصرة'' ضمن قائمة الجماعات المسلحة الإرهابية ''قرارا متسرعا''، حيث اعتبر بيان للجماعة أن جبهة النصرة المعارضة تحقق انتصارات مهمة ''للثورة السورية في محاربة الجيش النظامي''. في المقابل، اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في المهجر، هيثم منُاع، أن مؤتمر أصدقاء سوريا لا يقدم الكثير للشعب السوري، على اعتبار أنه يكتفي بإصدار بيانات اعتراف بشريحة واحدة من المعارضة دون تقديم حلول ملموسة للخروج من الأزمة المستمرة منذ قرابة السنتين. ميدانيا، تتواصل بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان حول استمرار الاشتباكات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، حيث شهدت العاصمة دمشق وضواحيها، أمس، سلسلة من التفجيرات أدت إلى المزيد من الضحايا.