أوردت صحيفة ''كومرسانت'' الروسية، في عددها الصادر أمس، على لسان دبلوماسي روسي، قوله إن وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، هيلاري كلينتون، تسعى إلى إقناع موسكو بممارسة ضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل القبول بالتنحي عن الحكم والسماح بمرحلة انتقالية تحت إشراف الأممالمتحدة. تأتي هذه التصريحات لتؤكد القلق الأمريكي من انتشار الفوضى في سوريا في حال إطالة عمر الأزمة، خاصة بعد تزايد الحديث عن إمكانية لجوء الجيش النظامي لاستعمال الأسلحة الكيميائية، مع العلم أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أكد أن بلاده تلقت ضمانات من دمشق بعدم استعمال هذا النوع من الأسلحة. في الأثناء، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، أن دمشق ''تلقت الرسالة''، حيث قال إن المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الأمريكية تشير إلى ''انحسار خطر استعمال الكيميائي في النزاع''. من جانب آخر، تتزايد المخاوف من تعاظم دور الجماعات المسلحة المتطرفة في الصراع الدائر في سوريا، حيث قررت إدارة البيت الأبيض الأمريكي وضع جماعة ''جبهة النصرة'' ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بالنظر لعلاقاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد الشام. مع العلم أن التقارير الإخبارية الواردة من سوريا أشارت إلى اتجاه الجماعات المسلحة المعارضة المتطرفة لتأسيس قيادة عسكرية موحدة تضم الجماعات الإسلامية المسلحة، على حد ما أكده أحد قادة جماعة ''أنصار الإسلام''، المدعو أبو معاذ الأغا. في المقابل، تتواصل المساعي الدولية من أجل إيجاد مخرج للأزمة الدائرة في سوريا، حيث يجتمع اليوم في مدينة مراكش المغربية ممثلون عن حوالي ستين دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا لمحاولة تحديد سبل دعم الائتلاف المعارض، إذ من المتوقع أن يتم الاعتراف الرسمي به على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري. مع التذكير أن وزيرة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أشارت إلى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الرئيس بشار الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية، فيما جدد رئيس الإكوادور استعداد بلاده إلى منح حق اللجوء السياسي للرئيس السوري في حال وافق هذا الأخير على التنحي. وبينما نفت الخارجية الأمريكية الأخبار المتداولة بخصوص تسليح واشنطن للجماعات المعارضة، في تأكيد على أن المساعدات تقتصر على عتاد غير عسكري، جاءت تصريحات دبلوماسيين أمريكيين لتؤكد على أن واشنطن وعواصم غربية شرعت في تدريب مسلحين من المعارضة السورية في مناطق بتركيا والأردن لتلقينهم طرق تأمين الأسلحة الكيميائية. في المقابل، أشار وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، أن باريس لا تعتزم التدخل عسكريا في سوريا، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر تشير إلى أن النظام السوري لا يستخدم الأسلحة الكيميائية.