يرى الدكتور، محمد أرزقي فراد، أن العلاقة ما بين المُكوّن الأمازيغي ونظيره العربي الإسلامي في الجزائر هي علاقة تكاملية ''فالأمازيغية لنا، والعربية لنا، والجزائر تسعهما''. وقال إن الاستعمار الفرنسي كرّس سياسة التفرقة ما بين المكوّنين، كما أن هناك أطرافا سياسية في الجزائر تمارس تطرفا بشأنهما. وذكر محمد أرزقي فراد، أول أمس، خلال محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي ''عز الدين مجوبي'' في الجزائر العاصمة، تحت عنوان ''دور الأمازيغ في خدمة اللغة العربية''، أن نسبة كبيرة من العلماء الذين خدموا اللغة العربية ليسوا عرب، بل أمازيغ. مبرزا أن ''مسألة هذا عربي وذاك أمازيغي لم تكن مطروحة، لأن الإسلام جمعهم''. وتحدّث فراد عن علاقة الأمازيغ مع الشرق، بالقول: ''أدرك أجدادنا الأمازيغ أن الإسلام ليس امتدادا للاستعمار الروماني أو الوندالي أو البيزنطي، بل جاء لتوطيد العلاقة ما بين الشعوب، فاعتنقوه وأصبحوا أقلاما للعربية، لغة العمل والإدارة والتدريس، دون إقصاء الأمازيغية''. وبرّر المحاضر ترجيح الكفة لصالح العربية على حساب الأمازيغية بكون ''أجدادنا لم يُقعّدوا اللغة الأمازيغية لاعتبارات تاريخية، فالعلم يحتاج إلى حواضر، إلا أنه لا وجود لحواضر أمازيغية''. مضيفا أن غلق مجال البحث الجامعي في الجزائر إلى غاية 2002، جعل الأمازيغية مرتبطة بالحرف اللاتيني، لأن مجال البحث مفتوح هناك. كما حمّل فراد حكّام الجزائر مسؤولية تراجع مكانة اللغة العربية، في الوقت الحاضر، قائلا إن ''حكّامنا لم يبحثوا في صدفات اللغة العربية، الأمر الذي جعلها في حاجة إلى قرار سياسي شجاع''. من جهته، قدم رئيس مؤسسة ''مولود قاسم نايت بلقاسم''، الأستاذ محمد الصغير بن لعلام، نماذج عديدة عن شخصيات أمازيغية ساهمت في خدمة اللغة العربية، أشهرها ابن معطي الزواوي، واضع الألفية في النحو.