قال ائتلاف المعارضة الرئيسي في مصر يوم الأحد إنه سيعمل على تشكيل حزب سياسي موحد لمواجهة الإسلاميين الذين فازوا بفضل أحزابهم الأكثر تنظيما في جميع عمليات التصويت التي أجريت منذ الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي. وتعهد أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة - الذين أدى اختلاف أطيافهم إلى تفتيت أصوات الناخبين غير الإسلاميين - بمواصلة الضغط على الرئيس المصري محمد مرسي بما في ذلك عن طريق الاحتجاجات السلمية.وشن الليبراليون والاشتراكيون وغيرهم من الفصائل التي توحدت تحت لواء الجبهة حملة غير ناجحة للتصويت بلا في الاستفتاء على الدستور الجديد والذي أظهرت نتائج غير رسمية له يوم الأحد موافقة 64 بالمئة من الناخبين المشاركين في التصويت والذين يشكلون نحو ثلث الناخبين المسجلين البالغ عددهم 51 مليونا.وقال محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والعضو البارز في الجبهة خلال مؤتمر صحفي بعد الاستفتاء "أؤكد أن الجبهة متماسكة جدا والجبهة متفقة على أنها ستخوض جميع المعارك ما".وأضاف أن عددا من الأحزاب داخل الجبهة "خطت خطوات متقدمة نحو تكوين حزب كبير واحد داخل الجبهة وليس خارجها قريبا جدا."وقال بيان من الجبهة إنها تعلمت "الدروس المستفاده من تجربة الاستفتاء". غير أن الوقت ضيق أمامها لتنظيم صفوفها قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في غضون شهرين تقريبا.وتشير عمليات التصويت منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط 2011 إلى تراجع شعبية الإسلاميين غير أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي تمثل قوة سياسية فعالة ذات قاعدة شعبية لا يستطيع الليبراليون مضاهاتها حتى الآن.وتقول المعارضة إن الدستور الذي جرى تمريره بعد أسابيع من الاحتجاجات والعنف يصب في صالح الإسلاميين ويتجاهل حقوق المسيحيين الذين يشكلون نحو 10 بالمئة من السكان وحقوق المرأة.وتشير المعارضة أيضا إلى أن الدستور سيثير الانقسام في البلاد ويقود إلى المزيد من الاضطراب.وقال السياسي الليبرالي عمرو حمزاوي "نحن مع أغلبية ليست بالكبيرة وأقلية ليست بالصغيرة.. وهذا دليل على أن هناك انقساما مجتمعيا واضحا".وأضاف "كل السبل والوسائل السلمية والديمقراطية مشاركة في الحياة السياسية.. استمرار لمسار الاحتجاج السلمي. سيتم متابعة هذه الوسائل والسبل ولن نبعد عن أي معركة.. نحن لدينا ثقة ونشعر أننا حققنا انتصارا."وقال جورج اسحاق أحد أعضاء جبهة الإنقاذ "عندي أمل كبير جدا.. وأثق في الشعب المصري.. مصر بلدنا ولا يمكن لأحد أن يخطفها منا مرة ثانية.. وسنقاوم هذا بكل الطرق السلمية."وذكر أعضاء آخرون بالجبهة أن المناقشات مستمرة بشأن خوض الانتخابات البرلمانية جبهة واحدة ولكن من السابق لأوانه للغاية الحديث عن تفاصيل مثل كيفية طرح المرشحين في الدوائر الانتخابية المختلفة.ومن بين أعضاء الجبهة محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام وزعيم حزب الدستور وحمدين صباحي مؤسس حركة التيار الشعبي.ولعب الحزب والحركة دورا بارزا في المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على حكم مرسي وسعيه للانتهاء سريعا من الدستور الذي صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون وانسحب منها معارضوهم.وقال صباحي إن الاستفتاء أظهر أن "هذا الدستور لا توافق وطني عليه... يشق الصف الوطني... ساقط من زاوية التوافق الوطني". ورد الإسلاميون على هذا الانتقاد بالقول إن النتيجة تعكس أغلبية واضحة وإن الدستور خطوة ضرورية للمضي قدما في عملية التحول الديمقراطي بمصر