تستثمر المملكة المغربية أموالا كبيرة في الترويج لمنتوجاتها السياحية، في إطار استراتيجيتها، وبالموازاة مع ''الربيع العربي''، وجد المغرب نفسه في وضع مثالي لاستعادة كسب الأسواق التي فقدها، خاصة في الجزائر، بالنظر إلى الاضطرابات السياسية التي تعرفها بعض البلدان العربية، مثلما هو الحال بالنسبة لتونس وسوريا، وهي الاضطرابات التي نجم عنها عزوف سفر الجزائريين إلى هذين البلدين، واجتهد البلد الجار في تنويع منتوجاته وبرامجه الترفيهية بجعلها أكثر إغراء وتسلية وخاصة أقل تكلفة مما كانت عليه في السابق. كعادتها، قادت شركة سياحية مغربية، يوجد مقرها بمدينة مراكش، مبادرة تضمنت تنظيم رحلة سياحية لمدة أربعة أيام إلى مدينة مراكش، بمشاركة ممثلي عدد من الوكالات السياحية الجزائرية لتمكين هؤلاء من الوقوف على درجة التنوع في البرامج السياحية وأيضا معاينة نوعية الخدمات المعروضة لنقل رسائل تتمتع بمصداقية أكبر إلى الزبائن الجزائريين ممن يرغبون في قضاء عطلتهم أو تنظيم مؤتمرات بالنسبة للجمعيات والشركات، ويعرض المتعاملون والمهنيون، مختلف أنواع خدمات التسلية والترفيه، خاصة ما تعلق بالألعاب الجبلية وممارسة الفروسية، بالموازاة مع تراجع الخطر الإرهابي في المملكة. ممنوع النوم في ''المدينة الحمراء'' اختيرت مدينة مراكش كأفضل وجهة سياحية إفريقية عام 2012 من قبل ''وورد ترافل أوردز'' وهي مؤسسة تتوخى مكافأة التميز في مجال صناعة السياحة. وحسب الموقع الإلكتروني للمؤسسة، فإن اختيار مدينة مراكش جاء من قبل مختصين في صناعة السياحة في 171 بلد في عملية استفتاء. وتعد مدينة مراكش من أجمل المدن السياحية في المغرب، ومراكش هي ثالث أكبر مدينة مغربية تقع في جنوب وسط المغرب، ويسكنها أكثر من مليون ساكن والآلاف من الأجانب الذين فضلوا الإقامة فيها، وبناها السلطان الأمازيغي المسلم يوسف بن تاشفين عام 1062 ميلادي. ويرجع اسم مراكش إلى الكلمة الأمازيغية ''أمور ن ياكوش'' أي بلاد الله، ووصفت مراكشبالمدينة الحمراء، فسيحة الأرجاء، الجامعة بين الحر والظل والثلج والنخيل، وكانت عاصمة دولة المرابطين والموحّدين والسعديين، وهى قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها، نقية الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، وتجمع بين عذوبة الماء، واعتدال الهواء وطيب التربة. ويبلغ بها عدد المدارس ست، أشهرها المدرسة اليوسفية والمدرسة العباسية ومدرسة حومة باب الدكالة، ومدرسة الشعب، وتأتي مراكش أيضاً في المقدمة، حيث تتوفر فيها العروض البهلوانية والعربات التقليدية وتظهر النساء البدويات القادمات من جبال الأطلس لبيع الكثير من المنتجات... جامع الفنا وهو واحد من الأماكن السياحية الإسلامية التي تتميز بالأصالة والرقي في التصميم، ويعد واحد من الأماكن التاريخية القديمة. وتعرف المدينة أيضا بصومعة الكتبية التي شيدها عبد المؤمن في القرن ال,13 فكانت نموذجا بنيت على منواله صومعة الخيرالدة. أما ساحة جامع الفنا، فإنها بحق تعد مركز المدينة، فقربها من الجامع يجعلها قطبا لا يستطيع أن يغادره أي زائر له. وتشتهر مراكشبالمدينة الحمراء، نسبة إلى لون بناياتها المتميزة بمقابر السعديين بفنونها الغنية، إلى جانب قصر البديع الذي يحوي على 360 غرفة. وقد استغرق بناؤه ربع قرن من الزمن. أما المنارة، فينصح بزيارتها عند غروب الشمس، وهو اليوم بمثابة روضة للسلام. في انتظار الفتح لم يعد فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب حديثا يقتصر على سكان الحدود الشرقية للمغرب، وإنما حديث كل المغاربة أينما كانوا، إلا أن الاعتقاد العام السائد لدى هؤلاء يميل إلى تحميل الطرف الجزائري مسؤولية غلق الحدود. وفي ضوء تعنت المغاربة على جعل الجزائر المتسبب الأول في إعادة غلق الحدود. وبصرف النظر عن الاعتبارات السياسية، فإن المغاربة يعتبرون إعادة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب مفتاح انتعاش إيرادات السياحة، مما يجعل سلطات المملكة تدفع في هذا الاتجاه.