سجلت الرياضة الجزائرية عام 2012، تعثرا جديدا، وأثارت النتائج التي حصل عليها الرياضيون الجزائريون في أولمبياد لندن، جدلا حول وجوب إعادة النظر في استراتيجية دعم رياضة النخبة. ورغم أن الجزائر حصدت ميدالية ذهبية بفضل العداء توفيق مخلوفي، إلا أن الانتقادات طالت كل الاتحاديات، التي دعيت إلى تحمل مسؤولياتها بالنظر إلى المبالغ الخيالية التي تلقّتها لتمويل استعدادات المنتخبات الوطنية، خاصة للموعد الأولمبي، الأخير الذي أكدت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية سيطرتها عليه. وفي اللعبة الأكثر شهرة في العالم، خطف منتخب إسبانيا كل الأنظار بفضل تتويجه بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم. مقدما عروضا قوية أمام أقوى المنتخبات. ومن جهته، كان اسم النجم الأرجنتيني ميسي حاضرا في عام 2012، من خلال تحطيمه الرقم القياسي في تسجيل الأهداف. أهدى الجزائر ميدالية أولمبية وزرع الأمل والثقة مخلوفي.. نجم وسط السراب خطف العداء، توفيق مخلوفي، الأضواء من كل الرياضيين الجزائريين المتألقين عام 2012، بتتويجه بميدالية ذهبية، في أولمبياد لندن، فاستحق لقب الملك الجديد لسباق ال 1500 متر بجدارة ولقب بطل أبطال الجزائر بامتياز. وكانت الفرحة بتتويج ابن مدينة سوق اهراس بالسباق ذات طعم خاص، لأنها جاءت بعد الضجة التي رافقت قرار إقصاء مخلوفي من المنافسة، بسبب اتهامه بالتظاهر بالإصابة في سباق ال 800 متر، قبل أن يعفو عنه المنظمون، مما مهّد له الطريق للمشاركة في نهائي ال 1500. وقد حبس العداء أنفاس كل الجزائريين عندما كان مخلوفي على خط الانطلاق يوم السباق، إلا أن العداء، الذي لم ترشحه دوائر إعلامية أجنبية للفوز بميدالية، بدعوى تأثره معنويا بقرار الإقصاء، خالف كل التوقعات، وتوج بالسباق، وحل في المركز الأول بعيدا عن ثاني العدائين، متفوقا على أقوى خصومه من الكينيين، مانحا ميدالية غالية، لم تتوج بها الجزائر منذ الميدالية الذهبية التي توجت بها العداءة نورية مراح بنيدة في أولمبياد سيدني عام .2000 ولم يهد مخلوفي الذهب للجزائريين فحسب، بل زرع الثقة والأمل وسط الشباب، وقد عاش مخلوفي أياما لن ينساها أبدا، بعد التتويج، فقد رفع العداء فوق رؤوس الجزائريين البسطاء قبل أن يرفع من طرف مسؤوليه، ولم يتوقف العداء عن ذرف الدموع من شدة تأثره بحرارة الاستقبال والعفوية لدى الجزائريين الذين انتظروه إلى ساعات متأخرة من ليلة عودته إلى الجزائر بالمطار وفي الأحياء والطرقات في العاصمة لتحيته على إنجازه عندما جاب العاصمة على متن سيارة مكشوفة، ولم يتردد مخلوفي في مصافحة كل من أراد أن يصافحه، فاكتشف الجزائريون ليس فقط بطلا، بل نموذجا في التواضع والعطاء والعفوية. حاولت الاتحاديات التي خاب أملها في التتويج بميداليات في الأولمبياد الانخراط وراء الحملة التي صنعها العداء مخلوفي للتستر على إخفاقاتها وتحويل الأنظار عنها، إلا أنه سرعان ما اكتشف عيب الرياضيين الأخريين، بسبب شدة صدمة النتائج. فالملاكمون سقطوا الواحد تلو الآخر في حلبات لندن، ولم يصمد فيها لا صاحب الخبرة ولا فاقدها أمام خصوم لم يكونوا معروفين، صنعوا لأنفسهم مجدا بتجاوزهم الجزائريين. وجاء الإخفاق رغم الضجة التي أثيرت حول إمكانيات الملاكمين الثمانية لإعادة الفن النبيل الجزائري إلى الواجهة العالمية، فيما لم تتمكن الممثلتان الوحيدتان للجيدو الجزائري في الأولمبياد من تجاوز الدور الأول، بعدما كانت أمالا كبيرة معقودة على صاحبة الميدالية البرونزية في أولمبياد بكين لتأكيد صحة الجيدو الجزائري، وقد غذت نكسة النتائج جدلا واسعا حول ضرورة محاسبة المغالطين والغشاشين. ورغم صدى الضجة، إلا أن الاتحاديات الفاشلة بقيت بعيدة عن الضغوط، في وقت أنفقت الملايير من خزينة الدولة على تحضيرات الرياضيين، في حملة لم يسبق للسلطات العمومية أن صرفت مبالغ مماثلة في تاريخها.