جادت سنة 2013 في أولى أيامها بزيادات معتبرة لعمال قطاعي الصحة والإعلام العمومي، فيما استطاع عمال البريد افتكاك منحة 30 ألف دينار بعد إضراب دام يوما واحدا فقط، ومن المنتظر أن تعرف السنة الجديدة نفس وتيرة توزيع الريع الذي شهدته سابقاتها. لم ترض جميع نقابات القطاع زيادات في أجور مستخدمي الصحة تتجاوز 5 آلاف دينار وقّع وزير الصحة على قرار يقضي برفع قيمة منحة العدوى لجميع أسلاك القطاع، ستعرف بموجبها أجور مستخدمي الصحة زيادة تصل إلى 5 آلاف دينار، زائد منحة المناوبة التي قفزت إلى أكثر من 5 آلاف دينار بالنسبة لأيام الأعياد. وقالت مصادر مطلعة بأن وزير الصحة، عبد العزيز زياري، استدعى، نهاية الأسبوع الماضي، شركاءه الاجتماعيين، في جلسة عمل استغرقت ساعات طويلة. وخصص الاجتماع، حسب مصادرنا، للإعلان عن طيّ ملف إعادة تثمين منحتي المناوبة والعدوى بصفة نهائية. وقال وزير الصحة، حسب الإطارات النقابية التي حضرت اللقاء، بأن اللجنة المشتركة التي نصبت لدراسة الملف أصرّت على قرار رفع قيمة المنحتين، بعد موافقة ممثلي مصالح المالية على أغلب مقترحات نقابات الصحة، فيما رفضت مطلب ممارسي الصحة العمومية رفع منحة العدوى إلى 10 آلاف دينار، بالنظر للأثر المالي الذي سيترتب عن ذلك. وبناء على القرار الذي سيدخل حيّز التنفيذ بداية من أفريل المقبل، تم احتساب منحة المناوبة من خلال ثلاث رتب، حسبما تشير إليه وثيقة تحصلت عليها ''الخبر''. فبالنسبة للمستوى الأول، تتراوح القيمة بين 3 آلاف دينار للمناوبة الخاصة بالأيام العادية، و3300 دينار لأيام الراحة، لترتفع إلى 4200 دينار أيام الأعياد. وبالموازاة، تراوحت قيمة منحة المناوبة بالنسبة للرتبة الثانية بين 3200 دينار لأيام الراحة، و3600 دينار لعطلة نهاية الأسبوع، ثم 4400 دينار للأعياد. وفيما يخص الرتبة الثالثة، فإن المنحة تتراوح بين 3500 دينار إلى غاية 4800 دينار، فيما حدّدت بالنسبة للرتبة الرابعة بقيمة 3800 دينار لأيام الأسبوع، و4300 لنهاية الأسبوع، مقابل 5200 دينار لأيام الأعياد. وإن كان ممثلو الأسلاك المشتركة والعمال المهنيون قد ثمّنوا الزيادات واعتبروها ثمرة مفاوضات طويلة مع الوزارة، في انتظار معالجة الانشغالات المتبقية، فإن ممارسي الصحة العمومية انتقدوا على لسان ممثلهم الدكتور مرابط الياس، ''التمييز'' الذي تعمّدته وزارة الصحة في احتساب قيمة المنحة بين مختلف الرتب، باعتبار أن جميع أسلاك الصحة وفي جميع المصالح الاستشفائية والجراحية يؤدون نفس المهام خلال المناوبة. أما بالنسبة لمنحة العدوى، فتراوحت بين 4 آلاف و6 آلاف دينار مقسمة على أربعة مستويات، ويضم المستوى الأول اختصاصات الأمراض المعدية والصدرية والنفسية والأورام والعلاج بالأشعة، حيث حدّدت لها زيادة ب6 آلاف دينار، مقابل 5 آلاف دينار للأطباء العاملين في المصالح الجراحية وطب الأسنان ووحدات العناية المركزة والتخدير والتحاليل المخبرية والطب الشرعي، إضافة إلى مصلحة الإسعاف الطبي المستعجل. وفيما يخص المستوى الثالث، فيضم الطب العام بقيمة 4 آلاف دينار، وبين 2500 دينار و4 آلاف دينار لباقي مستخدمي القطاع. وهنا بالذات، انتقدت نقابة ممارسي الصحة العمومية ''انفراد'' اللجنة الوزارية المشتركة بإعداد القائمة، وقالت بأنها ضربت عرض الحائط اقتراحات ممثليها التي حدّدت قيمة منحة العدوى بمبلغ يتراوح بين 8 آلاف دينار و10 آلاف دينار ''وهو ما تم الاتفاق عليه مع وزير الصحة السابق، وكان مضمون محضر اجتماع موقّع من الطرفين''. وتساءل الدكتور مرابط عن المعايير التي اعتمدتها اللجنة الوزارية المشتركة في عملية التصنيف، مؤكدا أن وزارة الصحة أقصت نقابته من إعداد هذه الرتب، ما يفسر الخلل الكبير بين اختصاصات استحوذت على قيمة مالية أكبر من اختصاصات أخرى، تؤدي في الحقيقة عملا أكثر تعقيدا.