قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، بالسجن المؤبد ضد أمير الجماعات المسلحة بالشرق عبد المالك سلامي، الذي تم توقيفه في الصائفة الماضية من طرف أفراد دائرة الاستعلام والأمن للجيش الوطني الشعبي بعنابة، إثر كمين محكم نصب له ليلا، بحي 5 جويلية. ونظرت المحكمة في ثلاث قضايا، سبق أن صدرت في حق المتهم أحكاما غيابية في السنوات الماضية، في انتظار الفصل، اليوم، في ثلاث قضايا أخرى تتعلق جميعها بجناية المساس بأمن الدولة، إنشاء منظمة مسلحة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، إلى جانب الانخراط في مجموعة إرهابية مسلحة، منها قيامه باغتيال الرائد أحمد شلبي في بلدية البوني. والتمست النيابة العامة الإعدام في حق المتهم عن تهمة الالتحاق بالجماعات المسلحة، وهي التهمة التي قضت المحكمة بشأنها بعشر سنوات نافذة، في حين سلطت حكما بالمؤبد ضد المتهم عن تهمة قتل رائد الجيش أحمد شلبي رميا بالرصاص. إلى جانب ذلك، فتح القطب الجزائي المتخصص، ملف أمير الجماعات المسلحة بالشرق عبد المالك سلامي، الذي كان يشرف على قيادة حوالي 50 فردا مسلحا، ينحدرون معظمهم من ولايات عنابة وسكيكدة وقسنطينة والطارف، وهو أمر شكّل ضربة موجعة في صفوف الجماعات الإرهابية الناشطة بالجهة الشرقية، على اعتبار أن هذا الإرهابي يعد من أخطر الأمراء الإرهابيين نشاطا منذ التحاقه في صيف 1996 بالجماعات الإرهابية المسلحة، حيث تقلّد عدة مسؤوليات في التنظيمات الإرهابية، بداية من فترة انخراطه ضمن التنظيم المسلح ''الجيا'' إلى حين إعلانه في السنوات الأخيرة التحاقه، رفقة مساعده ضمن كتيبة الإيدوغ المدعو ''سليني'' بجماعة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، وبالتالي يعتبر بمثابة ''العلبة السوداء'' للتنظيم الإرهابي.