نجحت مصالح دائرة الاستعلام والأمن للجيش الوطني الشعبي بعنابة، ليلة أول أمس، في عملية وصفت بالنوعية، في توقيف أمير كتيبة ''الأيدوغ''، المدعو ''عبد المالك سلامي''، البالغ من العمر 35 سنة، إثر كمين محكم نصب له من طرف قوات الأمن، بالقرب من عمارة بحي 5 جويلية، المعروف محليا بحي ''ليزونغروا''. وذكرت مصادر ''الخبر'' أن توقيف أمير منطقة جبال الأيدوغ، الذي كان يشرف على قيادة حوالي 20 فردًا مسلحًا، ينحدرون معظمهم من ولايات عنابة، سكيكدة، قسنطينة والطارف، تعد ضربة موجهة في صفوف الجماعات الإرهابية الناشطة بالجهة الشرقية، على اعتبار أن هذا العنصر من أخطر الأمراء الإرهابيين نشاطًا، منذ التحاقه في صيف 1996 بالجماعات الإرهابية المسلحة، حيث تقلد عدة مسؤوليات إرهابية، بداية من فترة انخراطه ضمن التنظيم المسلح الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا''، إلى حين إعلانه في السنوات الأخيرة التحاقه، رفقة مساعدة ضمن كتيبة ''الأيدوغ'' المدعو ''سليني'' بجماعة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، والذي ارتكب العديد من العمليات الإرهابية خلال فترة نشاطه بجيجل والقل وأخيرًا عنابة، التي ارتكب فيها عمليات مسلحة، منها اغتيال العديد من الشخصيات وضباط أمن، من بينهم الرائد شبلي، الذي اغتيل رميا بالرصاص ببلدية البوني. وأشارت مصادرنا إلى أن توقيف الأمير ''سلامي عبد المالك''، تم إثر ترصد لتحركاته طيلة فترة دخوله منذ قرابة شهر إلى وسط مدينة عنابة، رفقة مجموعة من المسلحين وعناصر من الدعم والإسناد ينشطون على محور بلديات واد العنب وبرحال، الذين تم توقيف 3 عناصر منهم منذ قرابة أسبوع، على مستوى حي الريم بوسط المدينة، في إطلاق نار، تم خلالها التعرف على أحد الموقوفين، الذي كان ينشط خلال السنوات الأخيرة ضمن أكبر شبكة لتهريب المخدرات بالجزائر، الذي كان يشرف على عمليات تموين جماعات المتاجرة بالجملة في الكيف المعالج عبر كامل إقليم الوطن، من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية باتجاه مدينة مغنية. وأضافت المصادر أن توقيف الأمير المدعو سلامي عبد المالك، مكّن قوات الجيش الوطني الشعبي من استرجاع سلاح آلي من نوع ''كلاشنيكوف'' ومجموعة معتبرة من الذخيرة، وأجهزة اتصال لاسلكي، كانت بحوزته، أثناء توقيفه في حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث باغته 5 أفراد من الجيش الوطني الشعبي، حسب شهود عيان، في زي مدني، لم يتركوا له أي مجال للمناورة في استخدام سلاحه الناري، حيث تمّ طرحه أرضًا، واقتياده بسرعة إلى داخل مركبة تابعة للجيش الوطني الشعبي، والتوجه به إلى الثكنة العسكرية دون أيّ مقاومة وإطلاق نار. وقد كثفت مصالح الأمن المشتركة سلسلة أبحاثها في الأيام الأخيرة، تعقبًا لعناصر هذه المجموعة المسلحة، بعدما حصلت على معلومات، مفادها دخول أكيد للأمير ''سلامي عبد المالك'' رفقة مجموعة من عناصر كتيبة عنابة، إلى وسط المدينة، لارتكاب عمليات إرهابية تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، إضافة إلى ربطه اتصالات لتجنيد بعض شباب المنطقة.