فتحت نيابة القطب الجزائي الجهوي المختص بقسنطينة، ملف ''سلامي عبد المالك''، البالغ من العمر 37 سنة، أخطر أمراء الجماعات الإرهابية بالجزائر، والذي ألقي عليه القبض في جويلية الماضي، من طرف أفراد دائرة الاستعلام والأمن للجيش الوطني الشعبي بعنابة، إثر كمين محكم نصب له ليلا، بحي 5 جويلية، أسفر عن استرجاع سلاح من نوع ''كلاشنيكوف''، وكميات معتبرة من الذخيرة، وأجهزة اتصال لاسلكي كانت بحوزته. ومن شأن فتح ملف الاستجواب القضائي لأمير الجماعات المسلحة بالشرق، الذي كان يشرف على قيادة حوالي 50 فردا مسلحا، ينحدرون معظمهم من ولايات عنابة وسكيكدة وقسنطينة والطارف، أن يشكل ضربة موجعة في صفوف الجماعات الإرهابية الناشطة بالجهة الشرقية، على اعتبار أن هذا الإرهابي يعد من أخطر الأمراء الإرهابيين نشاطا، منذ التحاقه في صيف 1996 بالجماعات الإرهابية المسلحة، حيث تقلد عدة مسؤوليات في التنظيمات الإرهابية، بداية من فترة انخراطه ضمن التنظيم المسلح ''الجيا''، إلى حين إعلانه في السنوات الأخيرة التحاقه، رفقة مساعده ضمن كتيبة الأيدوغ المدعو ''سليني'' بجماعة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، وبالتالي يعتبر بمثابة ''العلبة السوداء'' للتنظيم الإرهابي. وارتكب أمير الشرق في الجماعات المسلحة العديد من العمليات الإرهابية خلال فترة نشاطه بجيجل والقل وأخيرا عنابة، منها اغتيال العديد من الشخصيات وضباط الأمن، من بينهم الرائد شبلي، الذي اغتيل رميا بالرصاص ببلدية البوني. وذكرت المصادر أن الإرهابي سلامي عبد المالك سيتم استجوابه حول التهم المنسوبة إليه، بعدما أحالت نيابة الجمهورية بمحكمة عنابة جميع المستندات إلى محكمة القطب الجزائي الجهوي المتخصص بقسنطينة، عقب الانتهاء من جلسات توجيه التهم ومواجهة الإرهابي الموقوف بالدلائل والقرائن، للوصول إلى كشف وإثبات أركان الجرائم التي ارتكبها، خلال فترة نشاطه ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى مواجهته بالتهم المنسوبة إليه، للحصول على اعتراف منه من أجل تثبيت أقواله في محاضر رسمية، ومواجهته بالأدلة القائمة ضده بحضور دفاعه، الأمر الذي سيتم من خلاله إعداد قرار الإحالة على محكمة الاختصاص.