رفضت وزارة الخارجية، أمس، إبداء أي تعليق أو رد على شريط الفيديو الذي بثته حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، والذي يظهر الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة المختطفين لدى الحركة منذ الخامس أفريل الماضي. أكد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن الخارجية لا تملك أي تعليق على هذا الفيديو. وقال بلاني، في رد مكتوب على سؤال ل''الخبر'': ''ليس لدي تعليق خاص على هذا الفيديو، لكن ما يجب أن أؤكده أن كل أجهزة الدولة الجزائرية مجندة بالكامل من أجل ضمان عودة الدبلوماسيين الجزائريين سالمين وإنقاذ أرواحهم''. وأضاف بلاني: ''أؤكد أن الاتصالات مستمرة مع مختلف الوسطاء الذين نتحاور معهم وعبر مختلف القنوات لمتابعة القضية''، مشيرا أن ''خلية الأزمة المنصبة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية لمتابعة هذه القضية تقوم بالاجتماع بشكل دوري وتقوم بالاتصال الدوري بعائلات المختطفين''. وفي العادة، ترفض الحكومة ووزارة الخارجية في الجزائر التعاطي مع التسجيلات التي تبثها التنظيمات الإرهابية على الأنترنت، كما حدث مع التسجيل السابق الذي ظهر فيه الدبلوماسي عبد الله تواتي يستنجد بالحكومة لإنقاذه قبل إعدامه في 15 أوت الماضي. وكما الحالات السابقة، سواء في قضية البحارة في الصومال أو غيرها، تتستر وزارة الخارجية على الجهود التي تقوم بها في هذا السياق، بسبب حساسية الملف، وارتباطه مع تعقيدات أمنية وعسكرية لها صلة بمجمل الأزمة في إقليم شمال مالي والطرق المطروحة لحل الأزمة. وكان وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، قد أكد الأسبوع الماضي أن حركة تحرير الأزواد وأنصار الدين يقومان بوساطات لإطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين لدى حركة الدعوة والجهاد في غرب إفريقيا في إقليم شمال مالي، دون أن يكشف عن طبيعة هذه الوساطات، كما كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد رفض في تصريح صحفي خلال مناقشة مخطط عمل الحكومة في البرلمان، الكشف عن أية تفاصيل أو الرد على أية أسئلة تخص ملف الدبلوماسيين المختطفين. وقال إن ''الحكومة الجزائرية لا تدلي لا اليوم ولا غدا بتصريحات بشأن الرهائن الجزائريين المختطفين بغاو بشمال مالي، من أجل الحفاظ على حياتهم''. وقال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في 15 أكتوبر الماضي ''إننا نشيد بأولئك الذين يعيشون ظروفا صعبة ورهائن الجماعات الإرهابية، وأننا نبذل كل ما في وسعنا من أجل وضع حد لمأساتهم''، وفي 19 نوفمبر الماضي أعرب مدلسي ''عن التضامن التام مع الدبلوماسيين المختطفين وأسرهم، ونحيي شجاعتهم وصبرهم في هذا الظرف العصيب، ونتمنى أن يتم الإفراج عنهم قريبا إن شاء الله''.