تشهد مساجد ولايات وسط وغرب البلاد حالة من الغليان والسخط في أوساط المصلين وأئمة المساجد والإطارات الدينية، على خلفية إصدار مديريات الشؤون الدينية لبعض الولايات تعليمات متبوعة برخص ممضاة من الولاة، تتضمن إجبار الأئمة على جمع تبرعات لصالح صندوق الزكاة، وهو ما وضع الأئمة في حرج لافتقاد هذه التعليمات لمبرر ''شرعي وموضوعي''، على حد قولهم. عاشت مساجد تيبازة والبليدة وعين الدفلى والشلف وبومرداس، طيلة الأسابيع الأربعة الماضية، حالة من السخط في أوساط المواطنين، الذين واجهوا، أثناء تنقلهم لأداء صلوات الجمعة، إلحاحا من طرف الأئمة الذين أصبحوا يطالبونهم بالتبرع لفائدة صندوق الزكاة، حيث يضطر الأئمة إلى استقطاع أوقات ما بين الخطبتين للخروج من الخطاب الديني، وينتقلون قسرا إلى تلاوة مقتضبة للتعليمات التي تردهم من مديريات الشؤون الدينية عن طريق مفتشيها الإقليميين، ليطلبوا من الشباب المصلين الطواف عبر الصفوف لجمع التبرعات لفائدة صندوق الزكاة. واعتبر الكثير من الأئمة، في حديثهم ل''الخبر''، أن تمويل صندوق الزكاة بطريقة جمع التبرعات بهذه الطريقة ''مخالف للشرع''، فيما وجد الكثير منهم حرجا كبيرا في التصريح للمصلين بوجهة الأموال التي طالبوهم بدفعها من جيوبهم، ووجدوا أنفسهم بين مطرقة أوامر الإدارة وسندان مواجهة غضب رواد المساجد الذين تذمروا من ''هذه السابقة التي لا تستند إلى نصوص شرعية أو حتى سند قانوني ومنطقي''، على حد قولهم. وذكر بعض الإطارات الدينية أن زملاءهم بولاية البليدة مثلا ضاقوا ذرعا من هذه الممارسات، خاصة بعد تلقيهم لتعليمات لأربعة أسابيع متتالية، كما هو الحال بولايتي عين الدفلى والشلف وحتى تيارت. أما ولايتا تيبازة وبومرداس فتلقتا رخص جمع التبرعات خلال الجمعتين الماضيتين. وصرح أئمة أنهم نفذوا التعليمات كرها خوفا من التعرض إلى عقوبات إدارية قاسية رغم إنكارهم لها. وتجدر الإشارة إلى أن مواطنين قاموا بشبه حركة احتجاجية في مسجد خميستي ميناء، عقب صلاة الجمعة الماضية، مثلما سادت حالة من الفوضى الكلامية بالكثير من مساجد الجهة الشرقية لتيبازة، حسب مصدر أمني. أما منطقة موزاية والعفرون وجميع بلديات ولاية البليدة، فتعيش غليانا وسخطا من طرف شريحة واسعة من المصلين الذين طلبوا من السلطات المختصة وقف ''هذا الابتزاز'' والتفكير في إجراءات أخرى تجبر من تجب عليهم فرضية الزكاة دفعها بطريقة مجدية.