الجاني يعاني من اضطرابات نفسية منذ مدة عاش قاطنو حي ''دي.أن.سي'' ببلدية الرغاية شرقي العاصمة، أول أمس، أمسية مأساوية، كان بطلها شاب في الثلاثين أقدم على إزهاق روح والده المسن، موجها له طعنتين على مستوى الصدر، تاركا إياه سابحا في بركة من الدم بالبيت العائلي. لم تستوعب عائلة الضحية وجيرانها السيناريو التراجيدي الذي انتهى بموت ''أ.ع''، 63 سنة، المقدم المتقاعد في الجيش على يد فلذة كبده، فالصدمة كانت لا تزال بادية على الوجوه 24 ساعة بعد الحادث، خاصة أن القاتل ليس إلا ابن الضحية، وهو ما وقفنا عليه في موقع الجريمة. كان أبناء الحي متجمعين بالقرب من بيت القتيل عند وصولنا، والمعزّون يتوافدون على الحي الهادئ، فيما كان الصمت يخيم على المكان والجميع راحوا يتبادلون الكلام همسا. اقتربنا من أحدهم بعد أن لاحظنا عليه علامات التأثر، غير أنه تحفظ على الحديث إلينا، طالبا منا الترحم فقط على روح الضحية، قبل أن يواصل أن الراحل والده ''إنه والدي ولا أعرف ما حدث تحديدا، نريد منكم الدعاء له بالرحمة فقط''. عبثا حاولنا استدراج الشاب للحديث، وكذلك الأمر بالنسبة لأبناء الحي الذين تحلقوا حوله، وبادرنا أحدهم: ''لا تضغطوا عليه، لايزال تحت وقع الصدمة''. وأمام إلحاح الجميع لنغادر المكان ورفض الابن الحديث، اضطررنا للمغادرة من بيت الجاني والضحية. وبالعودة إلى تفاصيل الجريمة التي اهتز لها الحي في الخامسة من مساء أول أمس، وحققت فيها الشرطة القضائية لأمن الرويبة، أكدت مصادرنا أن المتهم ويسمى ''أ.و''، 32 سنة، وجّه طعنتين لوالده على مستوى الصدر، كانت كافية ليسلم الروح، ولم تفلح محاولات إسعافه بنقله على جناح السرعة إلى عيادة الرغاية، حيث وصل جثة هامدة بعد أن نزف منه الكثير من الدم. وأضافت مصادرنا أن الابن الجاني أصيب أيضا بطعنة على مستوى الفخذ الأيسر وأسفل البطن أثناء اشتباكه مع والده، كما جُرحت شقيقته على مستوى الفخذ عند محاولتها التدخل. ويجهل، لحد الساعة، سبب إقدام القاتل الذي يعاني من اضطرابات نفسية على إزهاق روح والده، خاصة أن علاقتهما جيدة وليست بينهما أي عداوة، حسب مصدرنا. وحوّل الجاني وشقيقته مباشرة بعد الحادث إلى مستوى زميرلي لتلقي العلاج، فيما نقلت جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الرويبة، في انتظار ما سيكشف عنه تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة. وينتظر أن يمثل الجاني المتواجد حاليا رهن الحجز بعد تلقيه العلاج، غدا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة.