اتهم العضو القيادي الأسبق في الأفافاس، جمال زناتي، القيادة الحالية للحزب بدفع آيت أحمد للرحيل من الرئاسة للاستحواذ على الحزب، وطالب بضرورة تحضير المؤتمر المقبل من طرف لجنة غير القيادة الحالية، محذرا من مغبة السقوط في فخ تأسيس حزب سياسي. كشف جمال زناتي، في لقاء لمعارضي الإدارة الحالية للأفافاس، أمس، بتيزي وزو، أن ما يصطلح عليه ''الديوان الأسود'' في الحزب موجود فعلا وأنه يسير عكس الخط السياسي للحزب منذ عام .2000 وأضاف زناتي أن هذا الديوان الأسود الذي ينشط بقوة داخل الأفافاس، هو الذي دفع حسين آيت أحمد للانسحاب من رئاسة الحزب ''بعد أن تم عزله في المدة الأخيرة''. وأضاف أن القيادة الحالية ستواصل استغلال اسمه في بعض الظروف. وشدد جمال زناتي خلال مداخلته على أن الإطارات والمناضلين المعارضين للإدارة الحالية هدفهم إعادة الحزب إلى مهمته الأساسية، المتمثلة في فرض الديمقراطية في البلاد، وأنهم منضوون حاليا في ''حركة من أجل البديل الديمقراطي''، وهي حركة معارضة للنظام بدون تنازلات، وتستبعد كليا فرضية تغيير هذا النظام من الداخل، مضيفا أن الحركة ستنصهر فور إعادة الأفافاس إلى خطه السياسي الأصيل. وتبرأ زناتي من أي فكرة تسعى لتأسيس حزب سياسي، مؤكدا على أن الحركة تعمل لتمديد عمر النضال الذي دأب عليه الحزب منذ تأسيسه. وبرأي العضو القيادي السابق في الأفافاس، فإن القيادة الحالية قدمت الأفافاس على طبق من ذهب للسلطة، كما تخلت بشكل كامل عن المبادئ والأفكار التي تأسس عليها الحزب. وكشف المتحدث عن وجود أشخاص في ''الديوان الأسود'' للحزب يملكون شركات، وبالتالي فإن شغلهم الشاغل يكمن في خدمة مصالحهم الشخصية. ولم يتوان زناتي في اتهام النظام بتدبير مؤامرة كسر الحزب منذ رئاسيات 1999 التي كان فيها رئيس الحزب وراء انسحاب المترشحين الستة، مؤكدا أن النظام الحالي ''لا يملك أية شرعية بل يملك وفرة المال التي تسمح له بشراء الذمم''. وعن المؤتمر الخامس للأفافاس المزمع عقده خلال السنة الجارية، طالب المتحدث بألا تتولى القيادة الحالية تحضيره، وشدد على أن يكون مؤتمرا جامعا لإعادة الحزب إلى السكة. يذكر أن معارضي إدارة علي لعسكري نظموا لقاء أمس بقاعة حفلات خاصة بتيزي وزو، حضرها مناضلون وإطارات من قدماء الحزب، يتقدمهم مصطفى بوهادف، جودي معمري، جمال زناتي، علي قربوعة، إضافة إلى قياديين آخرين، وهو اللقاء الذي لم يتطرق فيه المتدخلون لخليفة آيت أحمد على رأس الحزب.