لمّح مصطفى بوهادف السكرتير السابق لحزب جبهة القوى الاشتراكية أمس، بقوة إلى قرب انتهاء زعامة حسين آيت أحمد للأفافاس، وبدا واضحا في كلام بوهادف نبرة الاستغراب إزاء الغياب الكلي للزعيم التاريخي للحزب حسين آيت أحمد عن الأحداث المتسارعة خلال الفترة الأخيرة رغم خطورتها. في تصريحات خصّ بها «السلام»، أبرز بوهادف أنّ حساسية الظرف الحالي الذي يمر به الأفافاس، تقتضي أن يتصدر آيت أحمد الصفوف من أجل الفصل في النزاعات المستشرية في الحزب المعارض، إلاّ أنّ ذلك لم يحدث رغم تنامي البليلة بين العسكري ومناوئيه بما قد يؤدي به إلى خطر داهم. وأكد بوهادف أن مناضلي الحزب راسلوا مرارا آيت أحمد في مقر إقامته بسويسرا، ليطلعوه على الأوضاع الحالية الخطيرة التي يمر بها الحزب بعد مسلسل الانشقاقات والصراعات واستئثار زمرة بعينها في احتكار القرارات داخله، لكن هذه المراسلات لم تلق آذانا صاغية من زعيم الحزب، الذي لا يرد ولا يحرك ساكنا أمام ما يجري ولا يدين تصرفات هؤلاء، وهذا موقف غير مفهوم منه ومخيب لمناضلي الأفافاس. وعن إمكانية رحيل آيت أحمد من الحزب في المؤتمر القادم للحزب كما يروج في الصحف الوطنية، أفاد بوهادف أن هذا الأمر يرجع إليه شخصيا وإلى مؤسسات الحزب، مؤكدا أن مناضلي الأفافاس يريدون منه أن يخرج إلى العلن ويضع حدا للمزايدات التي تحدث داخل الحزب باسمه». وبخصوص الخرجة الأخيرة لعدد من قياديي الأفافاس الذين يتقدمهم كريم طابو بإعلانهم الاستقالة من الأفافاس وتأسيس حزب جديد، أكد بوهادف أنه لا يتفق مع كريم طابو في هذه الخطوة، لأن الإنشقاق حسبه لم يكن يوما حلا لعلاج أزمة الأفافاس المستفحلة، ولابد من العمل على استعادة الأفافاس الحقيقي وليس الخروج منه. وأضاف أن الإشكال الذي يعيشه أقدم حزب معارض في الجزائر، لم يبدأ منذ البارحة أو مع قرار المشاركة في الانتخابات، حتى يقرر فجأة طابو وجماعته الخروج من الحزب وتأسيس بديل له، فالانحرافات تم تسجيلها حتى في عهد طابو كسكرتير أول في الحزب، ويتذكر الجميع الواقعة التي ضرب فيها 63 مناضلا في المقر الوطني للحزب، لكن الجميع في ذلك الوقت آثر العمل في إطار الحزب وحاولوا الإصلاح من داخله ولم يقرروا مغادرته. وأوضح بوهادف أن المبادرة التي طرحها رفقة أمناء عامين سابقين للحزب، أبرزهم بوعكوير وعلي قربوعة، تريد إرجاع الأفافاس إلى مبادئه الأصلية التي حاد عنها، نافيا أن يكون لديهم نية في تحقيق مكاسب شخصية من خلالها، أو السعي لإقصاء القيادة الحالية، حيث قال «نحن لا نريد الاستئثار بالحزب، ولا نسعى لتصفية حسابات مع أحد». واستطرد بوهادف «لدينا مقاربتنا للأمور بعيدا عن مقاربة الأجهزة، ونريد وضع الحزب على السكة لأنه انحرف عنها، من خلال عقد ندوة وطنية، تدعو إلى التأسيس لبناء بديل ديمقراطي، يهدف لإقامة قطب ديمقراطي قوي تكون جبهة القوى الاشتراكية محركه ونواته، ويمكن لكل المنظمات التي تتقاسم عددا من المبادئ مع الأفافاس الالتحاق به. ورسم بوهادف صورة قاتمة عن الوضع الذي يعيشه الحزب حاليا والتي تكاد أن تعصف به، قائلا «إن الحزب في خطر ولم يكن مريضا في تاريخه مثلما هو عليه اليوم، وعلينا أن نراعي المناضلين الحقيقيين الذين يتألمون لحال الحزب».