رفض عبد العزيز بلخادم بشدة المبررات التي ساقها الوزراء الثلاثة أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، في طلب تنحيه من الأمانة العامة. وقال لأعضاء المكتب السياسي إن الطيب لوح ورشيد حراوبية وعمار تو ''لا يملكون أي دعم ولا أي نوع من الغطاء من أي جهة في الدولة''. أخذت قضية ''رسالة الوزراء الثلاثة'' أمس حيزا هاما من اجتماع المكتب السياسي للأفالان، ويرتقب أن تطرح من جديد في دورة اللجنة المركزية العادية المنتظرة نهاية الشهر. ونقل عن بلخادم قوله للقياديين بخصوص الرسالة، إنها ''لا تتوفر على مسوغات تبرر الموافقة عليها'' وبأنها ''لم تخل من العموميات وتتضمن إيحاءات حول مسائل مسكوت عنها من طرف أصحابها''. يقصد أن لوح وتو وحراوبية طرحوا في الرسالة قضايا جارية في الحزب غير راضين عنها، فجاءت الظروف مواتية لطرحها من جديد. أما عن رأي بلخادم في الوزراء كأشخاص، فقال عنهم، بحسب مصدر عليم في الأفالان تحدثت إليه ''الخبر'': ''إنهم طامعون في منصب الأمين العام.. هؤلاء يعتقدون بأن رؤوسا أينعت وحان قطافها''، يقصد أن الوزراء الثلاثة يعتقدون بوجود توجه في النظام يقضي بمحو بلخادم من المشهد السياسي، على غرار ما جرى مع قصة ''استقالة'' أحمد أويحيى من قيادة الأرندي. لكن أهم شيء قاله عبد العزيز بلخادم عن الوزراء الثلاثة، الذين كانوا حتى وقت قريب حلفاء له، إنهم لا يحظون بدعم أي جهة في النظام. ومعروف أن أقوى جهتين في البلاد تمسكان بخيوط اللعبة السياسية، هما الرئاسة وجهاز الأمن. وبذلك سعى بلخادم، وهو يتحدث مع أعضاء المكتب السياسي، إلى نزع الهالة عن القياديين الثلاثة الذين غابوا عن اجتماع أمس، كما غاب عبد العزيز زياري الغاضب على بلخادم منذ زمن. وأضاف نفس المصدر نقلا عن بلخادم، أن الوزراء الثلاثة ''لم يختاروا جيدا توقيت المسعى ولا طريقة الإخراج، فهم يعتقدون بأن استقالة أويحيى تجرّ استقالتي.. إنهم واهمون''. ولا يشعر بلخادم، حسب المصدر، بأي قلق. بل يرى أن خصومه الجدد خسروا عندما لقي مسعاهم رفضا من أعضاء حركة التقويم. وحول هذه النقطة بالتحديد، صرح الهادي خالدي قيادي ''التقويمية'' في اتصال هاتفي: ''موقف الثلاثة من بلخادم ودعوتهم إياه إلى الاستقالة، لا يرفع عنهم المسؤولية في الوضع المتردي الذي آل إليه الحزب. فهم مسؤولون بنفس القدر مع بلخادم''. وجاء بيان المكتب السياسي عاكسا إلى حد ما لما نقل عن بلخادم بخصوص الوزراء الثلاثة. إذ ذكر بأن الحزب ''انتصر في كل الاستحقاقات ومتجذر شعبيا ومعتمد عليه في نجاح الإصلاحات، وفي ضمان الاستقرار سياسيا ومؤسساتيا واجتماعيا''. وتعني جملة ''معتمد عليه في نجاح الإصلاحات'' بأن الرئيس بوتفليقة يدعم بلخادم وليس خصومه. وأوضح البيان الذي وقعه المتحدث باسم الحزب، قاسة عيسي، أن دورة اللجنة المركزية المنتظرة أيام 31 جانفي و1 و2 فيفري، ستناقش مواضيع تتعلق بالوضع النظامي في الحزب ونتائجه في الاستحقاقات الماضية، واقتراحاته بخصوص تعديل الدستور وميزانية الحزب في .2013