منشأ البطاطا أمريكا الجنوبية، وقد وضع الهنود تقنيات الزراعة المبكّرة، أما الآن فهي من أكثر المحاصيل انتشارًا في العالم. كما إنها واحدة من أشهر الأطعمة، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ من كثير من المأكولات في العالم. كما إن البطاطا غذاء شعبي، وقد تصاحب كل واحد منا طوال حياته، رغم أننا، في بعض الأحيان، يمكن أن نتجاهل قيمتها الغذائية الحقيقية، فهي تحتوي على قدر هائل من الفيتامينات والمعادن، وغيرها من المركّبات التي لها آثار مفيدة للصحة.. وللاستفادة من ذلك لابد من مراعاة الطريقة التي تحضّر بها من قبل المستهلكين، نظرا لتنوع الكثير لإعداد البطاطا فالبطاطا، تقريبا، خالية من الدهون، ومحتواها الرئيسي هو الكربوهيدرات (أو السكريات) على شكل النشاء التي تقدّر بحوالي 18%، وهي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، كما هي منخفضة من البروتين بحوالي 3 غرام لحبّة متوسّطة تقدر ب180 غرام من البطاطا، ومع ذلك البطاطا تبقى مصدرا جيدا لبعض الأحماض الأمنية ذات الجودة العالية. كما تحتوي في المتوسّط على 77 % ماء، وهي كذلك مصدر للألياف الغذائية التي تساهم في الشعور بالشبع والمساهمة، في حسن عمل الجهاز الهضمي فقد توفّر حوالي 3 غرامات من الألياف لكلّ حبّة متوسطة الحجم من البطاطا والألياف الغذائية يمكن أن تساعد في السيطرة على نسبة الدهون في الدمّ ومحاربة الإمساك، والوقاية من سرطان القولون وارتفاع الكولسترول. والبطاطا مصدر لبعض الفيتامينات، منها فيتامين ب ومصدر جيد من البوتاسيوم الذي يساهم في وظائف عديدة في الجسم، بما في ذلك تقلّص العضلات، ونقل النبضات العصبية إلى جانب بعض المعادن من المغنيسيوم والحديد والفوسفور. البطاطا فقيرة، إلى حدّ كبير، من الصوديوم (الملح). ما يجعلها الغذاء المثالي لأولئك الذين يحاولون السيطرة على ضغط الدم المرتفع. كما يمكن للبطاطا أن تلعب دورا مفيدا في النظام الغذائي لأولئك الذين يحاولون إنقاص أوزانهم، أو لتجنّب الزيادة في الوزن فحوالي 180 غرام من البطاطا تحتوي على حوالي 140 سعرة حرارية فقط، وهو أقل بكثير من الطاقة لبعض النشويات الأخرى ومع ذلك، يجب الحدّ من البطاطا المقلية التي يمكن أن تكون مرتين إلى ثلاث مرات أعلى من السعرات الحرارية من البطاطا المسلوقة أو المطبوخة في الفرن، حيث إن هذا النوع من البطاطا، أي المقلية، هو أقل ملاءمة للنظام الغذائي لفقدان الوزن، وخاصة لمحبّي ''الشبس'' قد يساهم بخمسة أضعاف في زيادة الوزن. أما لمرضى السكّري فمؤشّر نسبة السكر في الدمّ يختلف تبعا لطريقة الطبخ، فتكون أقل إذا كانت مسلوقة (مغلية)، وذات مؤشّر نسبة السكر في الدم عالية إذا كانت مهروسة (مرحية) أو مقلية. البطاطا والرياضيون احتياجات الرياضي للكربوهيدرات المعقّدة مهمة جدا، فيمكن ل400 غ من البطاطا، خلال آخر وجبة قبل منافسة رياضية، توفير الطاقة اللازمة وتمنع نقص السكر في الدم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن البطاطا، أيضا، وسيلة ناجحة لمنع تقلّصات العضلات، نتيجة احتوائه على البوتاسيوم. وهناك من الناس من لديه الحساسية للغلوتين، وهو بروتين يوجد في القمح، فالبطاطا غذاء مهمّ جدا لمن يتبعون نظاما غذائيا خاليا من الغلوتين، فالبطاطا خالية من الغلوتين، ويمكن أن تؤكل في هذه الحالة.