الرئيس المالي يستغيث وهولاند يرسل إمدادات عسكرية تسارعت التطورات الميدانية والسياسية في مالي، بعد تقدم قوات ''أنصار الدين'' والمجموعات الإرهابية المتحالفة معها في الميدان، ما دفع بالرئيس المالي إلى طلب مساعدة عسكرية عاجلة من الأممالمتحدةوفرنسا التي أعلنت عن استجابتها. شن الجيش المالي، أمس، هجوما مضادا على قوات ''أنصار الدين''، شاركت فيه طائرات من دول إفريقية لاستعادة مدينة كونان في وسط البلاد. وقال ضابط في الجيش المالي لوكالة فرانس برس، إن الجيش المالي شن، صباح أمس الجمعة، هجوما على قوات ''أنصار الدين'' لاستعادة مدينة كونان. وقال إن عسكريين فرنسيين يدعمون الجيش في مالي في هذا الهجوم. وأضاف: ''حاليا نقوم مع حلفائنا بتنظيم إطلاق النار على المواقع لصدهم واستعادة السيطرة على هذه البلدة بأكملها''. 150 جندي فرنسي لتعزيز القوات المالية وقامت القوات الجوية الفرنسية بطلعات جوية لتحديد أماكن مقاتلي ''أنصار الدين''. وذكر شهود عيان لرويترز أن طائرات هليكوبتر قصفت مواقع ل''أنصار الدين'' التي لم تواجه قواتها هذه الطائرات وتراجعت إلى جنوب مدينة كونان. وذكرت التقارير أن فرنسا أرسلت 150 جندي لتعزيز قوات مالية كبيرة وصلت إلى مدينة ''سيفاري'' القريبة من مدينة كونان، لاستعادتها من ''أنصار الدين'' ووقف تقدم قواتها باتجاه ''موبتي'' الواقعة على بعد 19 كلم من مدينة كونان، وتعد أهم المدن الإستراتيجية المجاورة للشمال المالي. وقال سكان في سيفاري التي تضم مطارا، إن طائرات شحن عسكرية حطت وأنزلت شحنات أسلحة وجنودا . وأعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في الكلمة التي ألقاها خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي، بمناسبة العام الجديد، أمس، أن بلاده تستجيب، في إطار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لطلب تقدم به الرئيس المالي بالوكالة، ديونكوندا تراوري، إلى فرنسا للحصول على مساعدة عسكرية عاجلة ودعمها في صد الهجوم الذي يقوم به تحالف تقوده حركة ''أنصار الدين''. وقال هولاند: ''نحن في مواجهة اعتداء سافر يهدد وجود مالي، وفرنسا قررت أن تستجيب إلى جانب شركائها الأفارقة للطلب الذي أطلقته سلطات مالي، في إطار التنفيذ الدقيق لقرارات مجلس الأمن، ونحن مستعدون لوقف حملة الإرهابيين إذا واصلوا تحركاتهم''. وأضاف هولاند، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية، ''نحن أمام اعتداء جسيم والإرهابيون تجمعوا خلال الأيام الأخيرة على الخط الفاصل بين شمال وجنوب مالي، حيث تقدموا أيضا على الأرض ويسعون إلى توجيه ضربة قاضية لوجود مالي، وفرنسا وشركاؤها الأفارقة والمجتمع الدولي لن يقبلوا ذلك''. من جهة أخرى، برر وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، في ندوة صحفية نشطها أمس، التدخل الفرنسي ب''إرادة المجموعات الإسلامية المسلحة إقامة دولة إرهابية في مالي''. الرئيس المالي يلتقي هولاند يوم الأربعاء وطلب الرئيس المالي بالوكالة، ديونكوندا تراوري، مساعدة عسكرية عاجلة من الأممالمتحدةوفرنسا، لصد هجوم المجموعات المسلحة. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس، إن باماكو ''طلبت دعما خارجيا تحديدا من جانب فرنسا، والرئيس المالي قال بوضوح: النجدة يا فرنسا ''. وأوضحت أنه بسبب ''خطورة الوضع فإنه من حق السلطات المالية البحث عن أي مساعدة ممكنة لتعزيز قدرتها على الدفاع عن البلاد''. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن رئيس مالي المؤقت، ديونكوندا تراوري، سيجتمع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس، الأربعاء المقبل. وفي هذا السياق، أوصى مجلس الأمن بالنشر السريع للقوة الدولية في مالي لوقف تقدم قوات التنظيمات الإرهابية إلى مدن وسط وجنوب مالي، وصادق مجلس الأمن، الليلة قبل الماضية، على بيان ينص على ''النشر السريع للقوة الدولية في مالي التي أقرها في 20 ديسمبر الماضي والمقدرة بثلاثة آلاف عسكري، والى مساعدة الجيش المالي على الحد من التهديد الذي تمثله المنظمات الإرهابية''. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، جيرار أرو، إن مجلس الأمن قد يجتمع نهاية الأسبوع الجاري لمواجهة التهديد الإرهابي في مالي، فيما جرت أمس مشاورات بين وزيري الخارجية الفرنسي والأمريكي في هذا الشأن. وتأسفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، لنقض وقف إطلاق النار من قبل جماعة ''أنصار الدين''. وقالت إن المواجهات الدائرة منذ أيام في مالي تزيد من ضرورة سرعة التحرك وإطلاق البعثة الأوروبية لتدريب القوات المالية التي تضم 400 رجل. فيما أكد وزير الخارجية الألماني، غيدو فيتسرفيلي، أنه ''لن يكون هناك حل عسكري فقط للمشكلة في مالي، لذلك علينا تكثيف الجهود السياسية أيضا''. ودعت الأمينة العامة للاتحاد، أنكوسازانا دلاميني زوما، إلى توفير الدعم اللوجستي والمالي لبناء القدرات اللازمة للجيش المالي. وأعلنت عن مشاورات بين الاتحاد الإفريقي ومجموعة ''الإيكواس'' لبحث نشر القوة الدولية في مالي وعقد مؤتمر المانحين المزمع في أقرب وقت ممكن، لحشد الإسهامات المطلوبة لمساعدة بعثة الدعم الدولية وقوة الأمن والدفاع في مالي. وهددت جماعة ''التوحيد والجهاد'' في غرب إفريقيا بشن هجمات واسعة تستهدف ما وصفته ''بدول الأنظمة المرتدة التي تشارك في التحضير لغزو شمال مالي''. كما استعرض تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي قواته في صحراء شمال مالي خلال شريط بثه التنظيم، وظهر في الشريط عدد كبير من عناصر القاعدة واستعمال مكثف لمختلف الأسلحة الموجودة لديها. وتأتي هذه التطورات في ظل غياب الموقف الجزائري عن التطورات الميدانية الجديدة التي بدا أنها رسمت القطيعة مع التصور الجزائري الذي كان يدفع باتجاه تجنب اندلاع الحرب والتدخل الأجنبي، كما يسقط في الماء اتفاق الجزائر بين حركة ''أنصار الدين'' و''حركة تحرير الأزواد''. وأعلنت، أمس، حالة طوارئ في مالي، إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء، على اعتبار أن البلد يوجد في حالة حرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة المتواجدة في الشمال.