بدأ محققون من مديرية الاستعلامات والأمن التابعة للجيش ومن الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني في عين أمناس في استجواب 4 عمال من مصنع الغاز في تيفنتورين، بتهمة التواطؤ مع المجموعة المسلحة التي اقتحمت الموقع . وقال مصدر عليم إن محققين من المخابرات والدرك الوطني، وجهوا مبدئيا تهمة التواطؤ مع جماعة إرهابية ل4 عمال جزائريين في مصنع الغاز، ويلاحقون شخصين من سكان مدينة عين أمناس بالتهمة نفسها. وبدأت التحريات يوم الجمعة، حيث جمع المحققون أرقام هواتف كل عمال الشركة المختلطة بريتيش بتروليوم وسوناطراك وستاتويل وبدأوا في فحص المكالمات التي أجراها العمال سواء كانوا جزائريين أو أجانب طيلة 3 أشهر قبل بدء العملية. وقد أثارت بعض المكالمات الهاتفية من هواتف 4 عمال الشبهة حول تواطؤ هؤلاء مع الخاطفين. وقال مصدر من المجموعة الولائية للدرك الوطني في إليزي لا يمكن للإرهابيين التخطيط لعملية من هذا النوع بذات الطريقة دون وجود تواطؤ من أشخاص من داخل المصنع وآخرين من المنطقة. ويعمل المحققون عبر عدة اتجاهات أهمها الطريقة التي حصل بها الخاطفون على سيارات دفع رباعي مشابهة تماما لتلك التي يستعملها عناصر الحراسة المسلحون التابعون لشركة سوناطراك، حيث اكتشفت سيارتان جديدتان مشابهتان لتلك التي يستعملها حرس سوناطراك، وبيّن الفحص الأولي أن السيارات المكتشفة تويوتا لاند كروسر ال8 لم تسرق وأن الجماعة المسلحة عدلتهما من أجل خداع أمن البوابة الرئيسية للمؤسسة. ويعتقد بأن مصدر هذه السيارات الجديدة تماما هو ليبيا. وكانت مجموعة من المحققين من كتيبة الدرك الوطني بعين أمناس والاستعلامات العسكرية قد استجوبت عشرات العمال الجزائريين وكل الأجانب المفرج عنهم، لرسم صورة حول أحداث الساعات الأولى للاختطاف، وأشارت الشهادات إلى أن مجموعة الاقتحام كانت على مستوى عال من التدريب وأنها نفذت العملية كما لو أنها تدربت عليها عدة مرات. كما أن بعض الخاطفين حملوا معهم رسما يشبه الخريطة للمصنع وأجزائه، وهو ما أكد وجود عملية استطلاع طويلة للمنشأة المستهدفة ساهم فيها واحد على الأقل من الموجودين داخل المجمع . وكانت مصالح الأمن قد رصدت اتصالات هاتفية مشبوهة بين شخصين من سكان عين أمناس وأفراد مجهولين في جمهورية مالي، إحدى هذه المكالمات تمت يوم 10 جانفي الماضي فقط وقد اختفى صاحب الخط الهاتفي مع أحد أقاربه قبل العملية بيوم واحد ويجري حاليا البحث عنه.