فتحت مصالح أمن متخصّصة في الشؤون الأمنية، تنقلت من الجزائر العاصمة إلى ولاية إليزي، تحقيقا في احتمال تسرّب المعلومات المتعلّقة بتنقّل عدد من العمال الأجانب، فجر يوم الأربعاء الفارط، إلى مطار عين أمناس، الذي يبعد بحوالي 40 كلم عن القاعدة النفطية بمنطقة ''تيفنتورين'' مكان إقامتهم ومن ثمّ إلى بلدانهم الأصلية، وكذا احتمال تسبّب تقصير أمني في الحادثة، أو تسريبات من داخل المنشأة النفطية. وكشف مصدر قريب من التحقيق، ل''الخبر''، بأن الهجوم على حافلة العمال الأجانب وعملية الخطف تمّت في حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا، في موقع يبعد ب25 كلم عن مدينة عين أمناس و15 كلم على قاعدة تيفنتورين النفطية، التي بها أزيد من 300 عامل جزائري وأجنبي يشتغلون في 4 شركات بترولية عاملة بالمكان، منها ثلاث شركات أجنبية، وهي ''بريتش بتروليوم'' البريطانية و''ستاتويل'' النرويجية و''جي جي سي اليابانية، بالإضافة إلى شركة سوناطراك الجزائرية. وتشير الدلائل التي خلّفها الخاطفون إلى أنهم أخفوا 6 سيارات كانوا على متنها من نوع ''تويوتا'' ستايشن عدّة أيام في أحد المرتفعات، في موقع قريب من القاعدة النفطية، في انتظار فوج من العمال الأجانب لاختطافهم وتلقّي أوامر من مختار بلمختار، المكنّى ''بلعور''، لتنفيذ عمليتهم الإرهابية على المنشأة النفطية. وكانت مصالح الأمن والجيش تراقب، منذ عدّة أشهر، مناطق بترولية بدائرة عين أمناس في الحدود بين الجزائر وليبيا، في ممرات شديدة الوعورة، وتوقّعت حدوث عملية تسلّل عبر هذه المحاور غير المحروسة إلى معاقل تنظيم ''القاعدة'' في شمال مالي والنيجر، بعد انطلاق الحرب الفرنسية في مالي. وتعدّ الحادثة الأولى من نوعها منذ سنة كاملة، بحيث شهدت المنطقة عملية اختطاف في شهر جانفي 2012 استهدفت والي إليزي، من قِبل ثلاثة شبان مسلّحين ينحدرون من منطقة الدبداب الحدودية، قبل أن يتمّ تحرير الوالي في الأراضي الليبية، من قِبل قوات من الزنتان.