تدور، إلى غاية الآن، اشتباكات متقطّعة استُعملت فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسّطة، وبنادق القنص وقنابل الدخان بين القوات الخاصة للجيش والدرك، وعدد من محتجزي الرهائن. وقد بدأت الاشتباكات عندما حاولت سيارة مموّهة التسلّل عبر الطوق الأمني المفروض على المنشأة النفطية، تحت تغطية مجموعة ثانية حاولت التمويه بإطلاق النار على موقع متقدّم للجيش، وقد انتهى الاشتباك بمقتل مسلّحين اثنين على الأقل، واسترجاع السيارة، وتقدّم القوات الخاصة إلى داخل المنشأة، حيث يدور حاليا (ليلة أمس) تبادل لإطلاق النار، واسترجعت القوات الخاصة للجيش، بعد اشتباك وقع في الناحية الشرقية لحقل تيفنتورين، سيارة رباعية الدفع، بعد مقتل من فيها. وقد حاول المسلّحون الذين يحتجزون الرهائن استغلالها في التسلّل إلى خارج المنشأة، ودارت، في الساعات الأولى من مساء أمس، اشتباكات محدودة بين قوات الجيش الخاصة والخاطفين، الذين يتحصّنون داخل بنايتين، ويسيطرون بنيران الرشاشات الثقيلة على مساحة واسعة من المنشأة النفطية. وكانت القوات الخاصة للجيش قد أحكمت قبضتها حول الحقل الغازي وقاعدة معالجة الغاز تيفنتورين، وشوهدت طائرات مروحية روسية هجومية من نوع ''مي ''27 وهي تحلّق فوق مدينة عين أمناس، ومنطقة تيفنتورين الواقعة على الطريق الرابط بين عين أمناس وإليزي، وطارت بعض الطائرات الحربية على ارتفاعات منخفضة، وهو ما أثار حالة من الخوف وسط مئات الأجانب الموجودين في قواعد الحياة التابعة لعين أمناس. تفاصيل عملية تحرير رهائن الحافلة بدأت عملية الاختطاف على الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء، عندما نصبت مجموعة مسلّحة مكوّنة من 10 عناصر كمينا لحافلة كانت تقل 11 أجنبيا يعملون في قاعدة تيفنتورين، وكان هدف العملية المزدوجة هو اختطاف رهائن ونقلهم، على وجه السرعة، إلى شمال مالي على متن عدّة سيارات دفع رباعي، لكن المقاومة العنيفة التي أبداها عناصر فرقة الدرك الوطني المكلّفة بمواكبة الأجانب الذين كانوا سينقلون إلى مطار عين أمناس، حالت دون تمكّن المجموعة المسلّحة من السيطرة على الحافلة. ودار اشتباك تواصل لأكثر من نصف ساعة، انتهى بانسحاب المجموعة المسلّحة إلى داخل القاعدة النفطية في تيفنتورين، وخلال نفس توقيت العملية الأولى استغلت مجموعة مسلّحة ثانية سيارات مشابهة إلى حدّ التطابق لسيارات فرق الحماية المسلّحة التابعة لشركة سوناطراك في التسلّل إلى القاعدة النفطية، وسيطرت على مدخلها الرئيسي، بعد قتل حارس وجرح ثانٍ، وانتهى الاشتباك الأول بمقتل رعيتين أجنبيتين وجرح عدد من عناصر الدرك. وقد تمكّنت قوة المواكبة من تحرير الرهائن وإخراجهم تحت نيران الرشاشات عبر بوابة السائق، وقد فرّت مجموعة الاختطاف إلى داخل القاعدة، حيث بدأت في تفتيشها، بحثا عن الأجانب العاملين فيها، وتمكّنت من تجميع نحو 40 أجنبيا في قاعتين، بينما اختفى عدد غير محدّد من الأجانب داخل بعض أجزاء القاعدة.