أعربت المعارضة اليمينية في فرنسا عن شعورها بالقلق إزاء ما وصفته ب''العزلة'' التي توجد فيها فرنسا في حربها في مالي، في إشارة إلى تحفظ الدول الكبرى. ولم تخف قيادات يمينية خشيتها من أنه من شأن هذه العزلة تقويض الإجماع السياسي داخل فرنسا حول العملية العسكرية التي قررها الرئيس فرانسوا هولاند في مالي قبل عشرة أيام. ويرى رئيس الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية، فرانسوا كوبي، أن ''العزلة'' التي توجد فيها فرنسا ''هي مشكلة كبيرة، إنها مسألة مركزية''. وقال كوبي: ''يؤسفني أنه لم يكن هناك مؤتمر دولي، أو جولة دولية لرئيس الجمهورية''. وتساءل كوبي في تصريح لإذاعة ''مونتي كارلو''، و''بي أف أم تي في'' أيضا، عن ''الأهداف'' الفرنسية في مالي: ''هل هو الكفاح ضد الإرهاب الدولي؟ ضد الإرهاب في هذه المنطقة؟ هل تسمح بإعادة توحيد مالي؟''. وقال فرانسوا كوبي، الذي يتنازع رئاسة الحزب مع الوزير الأول السابق، فرانسوا فيون، ''أعتقد أنه في ظروف أخرى، لو كان هناك نيكولا ساركوزي، كنا سنذهب إلى المعركة بدعم، بالتأكيد أكثر بكثير، إما دعم ألماني أو بريطاني أو أمريكي''. كما أعرب حزب الوسط، على لسان هيرفيه موران، وزير الدفاع السابق في حكومة نيكولا ساركوزي، عن أسفه أيضا ''لأن الجولة الأوروبية أو الإفريقية، التي كان بإمكانها بناء قوة عسكرية أفضل حجما، كنا نشعر ربما أننا لسنا وحدنا، لم يتم القيام بها مثلما كان ينبغي الأمر''. وهو انتقاد للرئيس الفرنسي بالتسرع في الذهاب إلى الحرب منفردا دون مشاركة الدول الكبرى ميدانيا. من جهته، قال وزير الخارجية السابق، ألان جوبي، إن ''نشر القوات الفرنسية على الأرض في مالي هو ''محفوف بالمخاطر للغاية''. وإذا كانت المعارضة الفرنسية ''رسميا''، أعلنت وقوفها وراء الرئيس هولاند في حرب مالي، كما قال رئيس الوزراء السابق، جان بيير رافاران، الأسبوع الماضي، في البرلمان خلال مناقشة دون تصويت، ''نحن في حالة حرب، وأنا وراء سلطات بلدي''، غير أن الجبهة الداخلية الفرنسية، بعد 10 أيام من بداية الحرب في مالي، تتفسخ ليس من جانب أحزاب اليمين، بل في جهة اليسار أيضا، حيث أعلن نائب الخضر نوال مامير رفضه للحرب التي وصفها بأنها محاولة ''لاستعمار جديد'' بمعية أقصى اليسار الذي يتزعمه جون لوك ميلونشو وكذا المرشحة للرئاسيات إيفا جولي التي اعتبرت هذه الحرب بأنها ''علاج أخطر من المرض نفسه''.