20 مختصا طعنوا في قرارات تعيينهم تعرف المؤسسات الإستشفائية بولاية تبسة، أزمة حادة بسبب نقص الأطباء المختصين، الأمر الذي يضطر المرضى المحظوظين التوجه نحو العيادات الخاصة بتونس. فيما يواجه البقية من ذوي الدخل الضعيف الموت البطيء بين رحلات التحويل ومواعيد طبية بعيدة الأمد لفحوصات طبية بسيطة. تفتقر مستشفيات عاصمة الولاية وكبريات الدوائر بالونزة والشريعة والعوينات لأطباء مختصين، خاصة في طب أمراض النساء والتوليد والقلب والأعصاب والأمراض الداخلية، إذا استثنيا مستشفى مدينة تبسة الذي يتوفر على طبيبين أجنبيين من كوبا في أمراض النساء والتوليد، حيث تعرف هذه المؤسسة الإستشفائية ضغطا كبيرا، مما يضطر الإدارة لتحويل المرضى إلى خارج الولاية. وما عقد هذه الوضعية هو تقاضي الأطباء المختصين مبلغ 1000 دينار لتعويض المداومة، بينما تُدفع أجور خيالية للأجانب، وهو ما دفع بالمختصين إلى الإحجام عن توقيع اتفاقيات مع القطاع العمومي بسبب ضعف الحوافز المادية. كما يعرف مستشفى الونزة حالة تسيّب كبيرة بالنظر إلى عدم تنصيب مدير وهجرة الأطباء. وأمام تأزم الوضع وتدهور الخدمات الصحية بتبسة، يضطر مرضى القلب والعيون من ذوي الدخل المحدود، حجز مواعيد لفحوصات في العيادات الخاصة لآجال تصل إلى شهر كامل، أو الانتظار في الطابور مع ساعات الصباح الأولى في المستشفى للظفر بموعد للفحص الطبي في ظروف صعبة لا تراعى فيها الحالات المستعجلة، دون استقبال. هذه الظروف الصعبة أضحت المؤشر الأكثر ربحية للعيادات الطبية في تونس بالنسبة لسكان تبسة بالرغم من التكاليف الباهظة التي يتكبدونها في التنقل إلى تونس العاصمة وسوسة في جميع الاختصاصات. بالمقابل لا تزال الكثير من المعدات الطبية الحديثة ''مجمدة'' دون استغلالها في المصالح الإستشفائية بالمدينة، على غرار معدات كشف الحساسية ومعدات مخطط الدماغ بمستشفى بكارية، فيما يضطر المرضى التوجه إلى العيادات الخاصة أو تونس للحصول على هذه الخدمات. وبشأن هذه الوضعية اعترف والي تبسة في تصريح له بأن الأطباء الخواص بمجرد إكمال فترة الخدمة المدنية لسنتين يهجرون الولاية ''لأننا لم نوفر لهم الظروف الملائمة ومنها تفضيل ولايات الجنوب لأن فترة الخدمة المدنية لا تتجاوز السنة الواحدة''. وكشف مدير الصحة عن رفض أكثر من 20 طبيبا مختصا عيّنتهم الوزارة في مختلف التخصصات ووجّهتهم إلى تبسة وقدموا طعونا في هذه التعيينات، وهي مؤشرات تبقي على تدهور نوعية الخدمات المتخصصة في الصحة ورفع منحنى توجه العائلات الميسورة إلى تونس، فيما ينتظر المعوزين منهم المعارف أو الموت البطيء.