أدى رحيل الفريق الطبي الصيني الذي كان متواجدا بمستشفى الإخوة خليف بالشرفة بعاصمة الولاية، وعدم تدعيم المستشفى المتخصص في الأمومة والطفولة بالأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد بالولاية، إلى معاناة المرضى والنساء القادمات إلى المستشفى في ظل وجود طبيبة واحدة تشرف على عمليات التوليد بهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية المتخصصة حسب مدير الصحة للولاية، فإن مغادرة البعثة الصينية للمستشفى أواخر عام 2008، أثر على التأطير البشري بالمستشفى الذي يستلزم على الأقل وجود 4 أطباء مختصين في أمراض النساء والتوليد، بدليل ارتفاع معدل الولادات بنفس المؤسسة الاستشفائية التي تصل إلى قرابة ال7 آلاف ولادة سنويا، من أصل 15 ألف ولادة بعموم الولاية، حيث يبقى التأطير البشري المتخصص في هذا المجال دون تطلعات سكان الولاية. وتواجه الكثير من النساء الحوامل بولاية الشلف صعوبات بالغة في الاستفادة من الخدمات الصحية بالقطاع العمومي، خاصة ما تعلق بأمراض النساء والتوليد، الأمر الذي فتح المجال للعيادات الخاصة التي أضحت تكلف كثيرا بالنسبة للعائلات ذات الدخل المحدود والتي لا تقوى على إجراءات العمليات القيصرية، فضلا عن العمليات العادية والتي لا تقل عن ال20 ألف دينار. وكانت لجنة الشؤون الاجتماعية في تقرير لها مقدم في الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الولائي بالشلف، قد أوصت بضرورة مضاعفة عدد الأخصائيين في طب النساء والتوليد بالنظر إلى الكثافة السكانية التي تتوفر عليها الولاية التي تفوق مليون نسمة، حيث يبلغ معدل الولادات السنوية مابين 12 إلى 15 ألف مولود جديد، ولا يقابل هذا الارتفاع الكبير في عدد المواليد إلا عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة من الأطباء الأخصائيين، وهو ما يرهن حياة العديد من النساء الحوامل أو دفعهن إلى الاستنجاد بالعيادات الخاصة مع التكاليف الباهظة لإجراء أي عملية بهذه العيادات التي أضحت تضاهي في عددها المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، حيث لا تتوفر الولاية بالقطاع الصحي إلا على 5 أطباء متخصصين في أمراض النساء والوليد، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى الذي يضطرون إلى الانتقال مابين المؤسسات الاستشفائية للولاية، حيث غالبا ما نجد طبيبا مناوبا واحدا بالمستشفى المتخصص في أمراض النساء والطفولة “الإخوة خليف” بالشرفة بعاصمة الولاية، الذي تحول مؤخرا إلى مستشفى متخصص بالأمومة والطفولة، بسبب عدم كفاية الأطباء المتخصصين في هذا النوع من التخصص الطبي، حيث يضطر المرضى من النساء من اللواتي يواجهن حالات مستعصية، تتطلب إجراء عمليات قيصرية إلى التوجه إلى العيادات الخاصة بالولاية، والتي تكلف كثيرا خصوصا بالنسبة لذوي الدخل المحدود. وطالبت لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس بضرورة الاستنجاد بالبعثات الطبية الأجنبية لمواجهة الوضع، كحل ظرفي في انتظار استقدام أطباء متخصصين عن طريق توفير الامتيازات الضرورية من أجل تغطية النقص الملحوظ في هذا الجانب.