يعاني سكان بلدية حد الصحاري، بالجلفة، من ضعف الخدمات الصحية طيلة أيام الأسبوع، أين يضطر السكان للتنقل إلى المستشفيات المجاورة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بالإضافة إلى كل أنواع الفوضى واللا مبالاة التي أصبحت أمرا عاديا بالعيادة متعددة الخدمات، المتواجدة عبر البلدية، ويصحبه في ذلك التدني المستمر في الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة الصحية بسبب غياب الأطباء وندرة العديد من الأدوية وسوء استقبال المرضى، خاصة من طرف بعض الممرضين وأعوان الأمن المؤقتين. وهو ما وقفنا عليه أثناء زيارتنا للعيادة متعددة الخدمات، حيث لا تحمل من الصحة، إلا الاسم وتشهد نقصا كبيرا في جانب المعاملة والاستقبال للمرضى، وهو ما يعكس حقيقة واحدة وهي أن القطاع الصحي بهذه البلدية في تدهور وتدني لا مثيل له، حيث وصفه أحد المرضى بأنه "قطيع بلا راعي" فكل الشكاوى تبقى حبيسة الأدراج ولا مسؤول بالقطاع يحرك ساكنا للتحسين من الخدمة العمومية للمريض "الفقير" الذي أصبح يفضل الموت في المنزل على التوجه إلى العيادة لسببين، حسب المرضى الذين التقيناهم هناك، أما السبب الأول فيتمثل في تجنب الدخول في مشاكل ومشادات مع الموظفين، فالمريض هنا يزداد مرضا مع ما شاهدناه في العيادة، والسبب الثاني يخص النساء، حيث أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يمنعون "النساء" من الذهاب إلى هذه العيادة بعدما لاحظوا دخول بعض أعوان الأمن قاعة الفحص بدون إذن، وهو ما أكده لنا العديد من المواطنين الذين تأسفوا كثيرا لما أصبح يحصل في هذه المدينة الهادئة والمحافظة. معاناة سكان المنطقة مع الصحة "المريضة" لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى الغياب التام للأطباء المختصين في أمراض النساء والتوليد، حيث أن القطاع لا يتوفر إلا على قابلة واحدة ومولدتين ريفيتين وهو ما يزيد في معاناة النساء الحوامل، ولعل الكارثة العظمى تتمثل في روايات مواطني المنطقة، حيث ذكرت لنا مصادر متطابقة بأنه يتم توليد النساء في البيوت عند المولدات الريفيات وبأثمان باهضة تتعدى 1500 دج في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى احتجاز المرأة أو مولودها حتى يتم تسديد المبلغ. وأضافت مصادرنا أن الإهمال واللا مبالاة تسبب في وفاة رضيعين قبل أشهر، أحدهما -كما ذكر والده- تم إخراجه رفقة والدته بعد ولادته مباشرة مما أدى إلى وفاته رغم أن القانون ينص على بقاء المرأة بعد وضعها الحمل 24 ساعة على الأقل.