شكّلت تسمية محطّة الخدمات بحيرة عين زادة، على الطريق السيّار ببرج بوعريريج، أولى الانتقادات التي عرفت إجماعا بين من حدّثناهم من المسافرين وعمّال المحطّة، معتبرين التسمية تغليطا للمسافر، كون المحطّة تقع في منطقة سيدي الزيتوني، وتبعد عن سد عين زادة بحوالي 40 كيلومترا، مطالبين بتصحيح الخطأ. ما إن دخلنا مقهى محطّة الخدمات حتى بادرنا أعضاء من جمعية ''الوفاء'' لاتحاد عين بيضة بدعوة سكان برج بوعريريج للحفاظ على المحطّة، والدفاع عنها ضدّ مظاهر التخريب، ليتدخّل أحد الشباب المكلّفين بالنظافة معلّقا أن المسافر هو أول المطالَبين بذلك، مشيرا إلى الأوراق وبقايا السجائر المرمية على الأرض، رغم وجود سلاّت المهملات. بينما طلب منا أحدهم مرافقته إلى محطّة الوقوف، التي تحوّلت إلى مزبلة لقارورات الماء وزيت التشحيم، وأكياس بلاستيكية من بقايا شاحنات النقل التي تقضي ليلتها في موقف السيارات. وفي غمرة الحديث اشتكى عمّال مؤسسة ''تيميدس''، المسيّرة للمرافق الجوارية الخدماتية بالمحطّة (المقهى والمتجر والمساحات المشتركة)، وكلّهم شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة، من نقص العمال، وانخفاض الأجور وضبابية العقود، وتعرّضهم للإهانة من بعض المسافرين وتأخّر تسلّمهم لأجورهم، كما تحدّث بعضهم عن سرقة الحنفيات والأجهزة من مراحيض النساء والرجال، وحتى في المتجر رغم وجود كاميرات الحراسة، مطالبين بتدعيم الأمن. بينما تحدّث المواطنون عن نقص في بعض السلع الضرورية، كالمياه الصالحة للشرب، منتقدين الأسعار المطبّقة وانعدام الخدمات الضرورية في الطريق السيّار، مثل إصلاح العجلات، وحتى الميكانيكي، أو خدمات جرّ العربات، أو ما يعرف ب''الديباناج''. إدارة المحطّة، بعد تحفّظها، تحدّثت عن ضرورة الاستثمار في الإنسان، من أجل رفع الوعي، وخلق أسلوب متمدّن لدى المواطن أولا، كما أشارت إلى تخلّي البلدية عن جمع النفايات في نهاية الأسبوع الذي يشهد إقبالا كبيرا، علما أن معدّل السيارات التي تتوقّف في المحطّة تصل 700 مركبة يوميا، مقابل نقص عدد العمّال على مستوى أجهزة التوزيع، ما يتسبّب، أحيانا، في طوابير تثير قلق المسافرين، خاصة نهاية الأسبوع، في انتظار تدعيم المحطّة ب16 عون حراسة.