عشرات الجرحى في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين ''القصاص أو الفوضى'' هو الشعار الذي رفعه متظاهرو الذكرى الثانية للثورة، حيث خرج مئات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين الذين رفعوا سقف مطالبهم، بشعارات تندد بسياسات الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، شعارات عادت بقوة إلى ميدان التحرير بالقاهرة، وغيره من ميادين الحرية على مستوى المحافظات المصرية، هي نفس الشعارات التي تبناها الثوار وهم يسقطون نظام مبارك. بعد مرور سنتين، رفعوا المطالب نفسها، في مزيج بين الغضب والأمل في تحقيق مطالب الثورة، ووفق ما أسموه بمحاولة الإخوان السيطرة على جميع مؤسسات الدولة. كر وفر وإصابة عشرات المتظاهرين في اشتباكات بين قوات الأمن والقوى السياسية الثورية الغاضبة، في شارع الشيخ ريحان بالقرب من مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة، وسط إقبال كثيف للمتظاهرين الذين توافدوا بقوة إلى ميدان التحرير، رافعين شعارات ''ارحل'' و''الشعب يريد إسقاط النظام''. وفي الوقت الذي تؤكد القوى السياسية والثورية على سلمية المظاهرات، ازدادت حدة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما قام أعضاء من حركة ''الكتلة السوداء'' (بلاك بلوك) بإضرام النار في إطارات مطاطية، وغلق جسر 6 أكتوبر الحيوي، كخطوة تصعيدية من أجل الضغط لتحقيق مطالب الثورة، ما قد ينذر بخروج المظاهرات من إطارها السلمي إلى مظاهرات تخريبية، بالإضافة إلى قطع خطوط السكك الحديدية. المشهد نفسه شهدته محافظة الإسكندرية، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي قامت باعتراض مسيرة القوى السياسية لمنعهم من الاقتراب من مبنى المحافظة، وأطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين، الذين ردوا بدورهم بالحجارة. وفي غضون ذلك، دشنت جماعة الإخوان المسلمين، التي ابتعدت تماما عن المشاركة في المظاهرات، حملة ''معا نبني مصر''، حيث قامت بتوزيع كمية من المواد الغذائية الأساسية في المناطق الفقيرة والعشوائية. وبينما تدعو الجماعة إلى عدم استعمال العنف وتتوعد بأي اعتداء على مقراتها، ألقى عدد من المتظاهرين بزجاجات المولوتوف على مقر موقع ''إخوان أون لاين''، فيما قام آخرون بإحراق مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة بمحافظة الإسماعيلية شرقي العاصمة المصرية القاهرة، واقتحم البعض الآخر مقرات محافظتي كفر الشيخ ودمياط، كما قام بعض المتظاهرين بمحاصرة قصر الاتحادية ومبنى التلفزيون المصري ''ماسبيرو''، ما اضطر لنزول الجيش من أجل تأمين مقرات المحافظات والمنشآت الحيوية. وأكد المتحدث العسكري للجيش، في بيان، أن نزول الجيش ليس ضد المتظاهرين المدنيين وإنما لتأمين المنشآت الحيوية، فيما يشبه موقف الجيش عند نزوله في الأيام الأولى للثورة ضد مبارك. من جهته، استنكر جورج إسحاق، مؤسس حركة ''كفاية'' والقيادي بجبهة الإنقاذ المعارضة، تحول مجرى المظاهرات وخروجها عن إطارها السلمي، داعيا المتظاهرين إلى ضبط النفس وعدم الاحتكاك برجال الشرطة، لافتا إلى أن أعمال العنف تعيق تحقيق أهداف ثورة ال25 جانفي. وفي تصريح ل''الخبر''، أعلن القيادي بجبهة الإنقاذ المعارضة، أنه سيعتصم بميدان التحرير لحين إسقاط الدستور، وتحقيق مطالب الثوار، وإجهاض محاولات جماعة الإخوان المسلمين أخونة الدولة، حسبه، قائلا إن الرئيس مرسي لا يزال أسيرا لمكتب الإرشاد الذي ينتمي إليه، ويخضع لإملاءاته.