دقّت التنظيمات الطلابية ناقوس الخطر، بسبب تزايد الاحتجاجات المسجلة عبر عدد مهمّ من الجامعات الوطنية، بلغت درجة تحوّل الحرم الجامعي إلى حلبة صراع استعملت فيه الأسلحة البيضاء، مطالبة وزارة التعليم العالي بالتدخل لدى مديري الجامعات لإيجاد حلول للمشاكل المتراكمة. فحسب ما صرّح به رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، منذر بودن، فإن أحداث المشادات بين الطلبة وأعوان الأمن تزايدت خلال الفترة الأخيرة بقوة، وتجاوزت العنف اللفظي إلى الجسدي، وهو التجاوز الذي يرفضونه بشدّة، لأن عون الأمن، حسبه، بات يتدخل في شؤون الطلبة، رغم أن مهمّته تكمن في حراسة المؤسسة الجامعية أو الإقامة، وتقديم تقرير في حال تسجيله أي مخالفة. ولهذا، حان الوقت، حسبه، لإخضاع أعوان الأمن الموجهين إلى مؤسسات التعليم العالي لتكوين خاص، في الوقت الذي أكد بأن مثل هذه الحوادث أبانت عن تخاذل كبير لعدد من رؤساء الجامعة. وكان وزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، طالب بإجراء تغييرات شاملة لعدد منهم، موضحا أن ثلثي عددهم يحتاج اليوم إلى ذلك، حيث فتح عليهم النار بالقول ''على بعض الرؤساء أن يخصصوا جزءا من وقتهم للطلبة، مثلما يخصصون أغلب وقتهم للرحلات بين البلدان باسم المؤتمرات''، كما حمّل بودن هؤلاء الرؤساء المسؤولية 50 بالمائة من ''تعفن'' الوضع مستقبلا، إذا لم تسارع الوصاية لاحتواء المشاكل الحالية. من جهته، قال الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر، مصطفى نواسة، إن المؤسسات الجامعية لم تحترم ''هدنة'' الطلبة في الفصل الأول، وهو ما دفعهم إلى التصعيد خلال الفصل الثاني للمطالبة بحلّ المشاكل المتراكمة، مستدلا بتفاقم مشكل التأطير بأقسام اللغات عبر كليات اللغات ما يهدّد بسنة بيضاء، مرشحا الأوضاع إلى التفاقم إذا لم تتدخل الوزارة، حسبه، في القريب العاجل، والتي انتقدها كونها لو توجه منذ الدخول الجامعي دعوة للتنظيمات للنظر في مطالب الطلبة المتكرّرة. ورجح المتحدث دخولهم في احتجاجات وطنية، خلال الأيام المقبلة، إذا استمرت نفس الأوضاع. وفي تعليقه على الأحداث التي سجلتها بعض الجامعات، قال نواسة إنه سبق وطالبوا بمخطط أمني استعجالي لتوفير الحماية للطلبة، بسبب الأحداث الخطيرة المسجلة ببعضها، وكذا لحمايتهم من الغرباء، سواء داخل الجامعة أو حتى بالإقامات الجامعية التي تسجل حوادث اقتحام كثيرة.