حذرت التنظيمات الطلابية من دخول جامعي صعب هذه السنة، قياسا بالعدد الكبير للناجحين في شهادة البكالوريا، الذي ستترتب عنه، حسب توقعات التنظيمات، أزمة في التحويلات بين التخصصات والمراكز الجامعية، الأمر الذي سيجعل أزمة الاكتظاظ في الجامعات والإقامات الجامعية أكثر حدة مقارنة بالسنوات الماضية. يبني الاتحاد العام للطلبة الجزائريين مخاوفه تجاه ''الكوارث'' التي ستنجر عن تحويلات الطلبة في بداية الموسم الجامعي القادم على تجارب المواسم السابقة. ويقول أمين عام الاتحاد، منذر بودن، بأن خصوصية نتائج الدورة الأخيرة للبكالوريا تكمن في العدد المعتبر من الناجحين الحائزين على معدلات عالية، ''وبالتالي فإن من الطبيعي جدا أن يبحث كل طالب عن تخصص يتناسب مع طموحاته وتطلعاته المستقبلية، لكن رغبات هؤلاء ستصطدم بالضغوط التي ستقع خلال التسجيلات الأولية على بعض التخصصات المطلوبة بكثرة، سيما في كلية الطب والمدارس التحضيرية التي تبقى أبوابها موصدة في وجه كافة الطلبة غير الحاصلين على المعدل الذي يؤهلهم للالتحاق بها''. وفي هذه الحالة، فإن الضغط الناجم عن الأعداد الهائلة للطلبة الجدد ستستوعبه تخصصات معروفة كالحقوق والعلوم الإدارية والعلوم الاجتماعية، ومع ذلك فإن الوصاية لن تتخلص، حسب المتحدث، من ''معضلة'' التحويلات التي ستنتقل إلى شق آخر والمتمثل في التحويل من مركز جامعي إلى آخر يقدم نفس التخصص، مع فرق بسيط ''يوجد في ذهن الطالب فقط''، والذي يعتقد خطأ، يشير مصدرنا، بأن الشهادة المحصل عليها في جامعة عريقة تكون لها مصداقية أكبر من تلك المتحصل عليها في جامعة حديثة النشأة، وفي هذا الصدد يرى أمين عام الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، إبراهيم بولقان، بأن غياب النوعية في التأطير داخل الجامعات الجديدة هو الذي يجعل الطلب على التحويل إلى الجامعات المعروفة يزداد ''ولو وفرت وزارة التعليم العالي أساتذة محاضرين في المدن الداخلية لما طرح مشكل التحويل من الأساس''. ويشير المتحدثان إلى أن التحويلات، خلال السنة الجامعية المقبلة، سيكون لها أثر ظاهر أيضا على الإقامات الجامعية، بالأخص في المدن الكبرى وتحديدا بالعاصمة وقسنطينة ووهران، وناشدا وزير القطاع اتخاذ الإجراءات المناسبة وبشكل عاجل لتفادي تفاقم ظاهرة الاكتظاظ داخل عدد من الإقامات وتسوية وضعية طلبة في مرحلة التدرج، بفتح أقسام للماستر في الولايات التي يدرسون بها، تفاديا ''لبعثرتهم'' على جامعات تتواجد خارج إقليم الولاية. من جهته، طالب الاتحاد الطلابي الحر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتوخي الحذر في تكفلها بالطلبة الجدد هذه السنة، والتحضير الجيد للسنة الجامعية المقبلة لتفادي سيناريو العام الماضي الذي شهد موجه احتجاجات غير مسبوقة، مطالبا بالاهتمام أكثر بالإقامات الجامعية التي سيقدم من أجلها ملفا ضخما للوصاية يقف فيه على مجمل التجاوزات. وقال الأمين العام للاتحاد، مصطفى نواسة، ل''الخبر''، إن التسجيلات الجامعية لهذه السنة، حتى وإن لم تسجل ما يدعو للقلق، إلا أن ذلك لا يعني استبعاد المشاكل التي وقعت السنة الماضية خلال مرحلة التوجيه، فقد وجد عدد من الطلبة أنفسهم في مواجهة عشوائية التوجيه إلى ولايات لم يختاروا التخصصات بها، ليجدوا صعوبة في التحويلات، وناشد الوصاية أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار بالقدر الذي لا يؤثر في الخارطة الجامعية، لأن التحويل، حسبه، حق مكتسب، والتخطيط المحكم لدخول جامعي''آمن'' كي لا تتكرر الأحداث التي سجلت السنة الماضية، والتي كادت تجر الجامعة إلى ما لا تحمد عقباه، والاهتمام أكثر بالطلبة ''لسحب البساط من تحت الذين يريدون ضرب استقرار الجامعة''، ول''تفويت الفرصة على من يسعون لزرع البلبلة داخل الحرم الجامعي لتمرير رسائل سياسية''. وعن الشق الاجتماعي أشار نواسة إلى الإقامات الجامعية التي تشهد عمليات ترميم، مؤكدا أن عددا مهما منها لم تنطلق به الأشغال لحد الآن، وهو ما سينعكس سلبا على الدخول الجامعي المقبل، يضاف لها مشكل الاكتظاظ الذي لا تزال تواجهه معظم الإقامات الجامعية، وهنا أعطى مثالا عن إقامات البنات بقسنطينة والعاصمة، وبالتحديد إقامة البنات ببن عكنون ودالي إبراهيم، المصنفة اليوم في الوضعية السادسة، بما يعني أن الغرف التي تتسع لطالبتين أصبحت تأوي اليوم 6 طالبات، وخلاصة القول حول هذه الإقامات، يضيف ممثل الطلابي الحر، أن الإقامات الجامعية التي تتسع ل2000 طالب يقيم بها 4 آلاف طالب، وبموجب هذه الوضعية السيئة، يحضّر الاتحاد حاليا لتقديم ملف كبير سيكون، خلال الأيام المقبلة، على طاولة الوزير حراوبية، يتضمن أهم النقاط السوداء بالإقامات الجامعية عبر الوطن.