غادرت باخرة نقل المسافرين ''طاسيلي ''2 ميناء وهران، مباشرة بعد أن رست فيه أول أمس باتجاه ميناء آليكانت الإسباني، لنقل المسافرين الذين تركتهم هناك في ظروف يُرثى لها. وكانت هذه الباخرة التابعة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، قد تأخرت عن الإقلاع من ميناء آليكانت مدّة عشرة أيام، قضاها أكثر من ألف مسافر على متنها، في غياب ظروف التكفل التي من المفروض أن يوفرها لهم طاقم الباخرة. وتأخر إقلاع ''طاسيلي ''2 الذي كان مبرمجا يوم الخميس 18 جانفي ثم الثلاثاء 22 جانفي، بسبب الظروف الجوية المتردّية في البحر الذي تميّز بالاضطراب. وتميّزت الرحلة، أيضا، بوفاة مسافر سقط من سطح الباخرة على أرضية ميناء آليكانت. وذكرت مصادر مؤكدة ل''الخبر'' أن الباخرة عادت إلى ميناء آليكانت، لضرورة التحقيق القضائي المفتوح في هذه المدينة الإسبانية في ملابسات سقوط المسافر المقيم في فرنسا والمنحدر من ولاية سعيدة، ثم وفاته. في حين ذكرت مصادر من الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين أن العودة إلى آليكانت اقتضتها ضرورة تدارك التأخر الحاصل في مجال نقل المسافرين الذين اقتطعوا تذاكرهم للعودة إلى وهران، على متن ست رحلات ملغاة، باعتبار أن باخرة ''طاسيلي ''2 تضمن أربع رحلات في الأسبوع بين الميناءين، ذهابا وإيابا. من جهتهم، عاش المسافرون العائدون إلى وهران، مساء أول أمس الجمعة، ظروفا صعبة أيضا في ميناء المدينة الذي غادروه بشكل طبيعي، بعد أن استفادوا من تسهيلات العبور من طرف مصالح الأمن والجمارك للتخفيف عليهم من إرهاق الرحلة. إلا أن العشرات منهم لم يجدوا وسيلة لنقلهم إلى المدن التي ينحدرون منها، نظرا لتزامن وصولهم إلى وهران مع اليوم الأول لعطلة نهاية الأسبوع. نشير إلى أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها المسافرون على متن هذه الباخرة الضخمة متاعب، حيث تعطلت رحلة بحرية كانت مبرمجة على متنها في نوفمبر 2011 بسبب العطب الذي أصاب إحدى مروحياتها خلال مناورة خاطئة داخل ميناء وهران وقت الإقلاع، إذ ارتطمت الباخرة حينها بالرصيف، ما دفع ربانها إلى توقيف الرحلة. واضطرت الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، حينها، إلى الاستنجاد بباخرة ''طارق بن زياد'' لنقل المسافرين. وقد فتحت المديرية العامة للشركة المالكة للباخرة تحقيقا في ذلك الحادث، إلا أن نتائجه تبقى مجهولة إلى اليوم، رغم إقرار المدير العام للشركة أن الحادث سببه إنساني وخطأ في المناورة.