قال رئيس جامعة الجزائر 3، رابح شريّط، أول أمس، خلال الوقفة الاستذكارية التي نظمتها جمعية ''الكلمة'' للثقافة والإعلام، بالمدرسة العليا للصحافة في الجزائر العاصمة، بمناسبة مرور سنة على رحيل عبد الحميد مهري، إن المناضل الراحل عبد الحميد مهري، جمع النضال والثقافة والسياسة، كما أنه صاحب قيم ثابتة آمن بها قبل الكفاح وبعده، ما جعله القائد الرمز بعد الاستقلال، مبرزا أن مهري من المدافعين عن الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، كما أنه مدرسة في الرباط ما بين السياسة والثقافة ''فشغفه بالثقافة جعله أقرب إلى المثقفين منه إلى السياسيين''. وذكر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن مهري كان جامعا وجامعة ''جامع لأنه يعمل على رأب الصدع، وجامعة لأننا تعلمنا منه الكثير''. من جهته، قال وزير التربية الوطنية الأسبق، علي بن محمد: ''في حياة مهري الكثير مما يحتاجه النشء ليعرف ما معنى أن يتمسك الإنسان، طيلة عمره، بالمبادئ الأساسية والمؤسسة للنضال الجزائري الذي قاد إلى الاستقلال الوطني''، معتبرا أنه من حظ حزب جبهة التحرير الوطني أن كان مهري أمينه العام. كما توقف الدكتور زهير إحدادن، عند أول لقاء له مع الفقيد، والذي يعود إلى سنة 1949، حين كان طالبا في المدرسة الرسمية بقسنطينة، فيما استحضر الأستاذ سعد بوعقبة حادثة ''المؤامرة العلمية'' التي حيكت لإزاحة مهري من منصبه كأمين عام للأفالان، واصفا إياها ب''المؤامرة التافهة والدنيئة'' التي أدت به إلى قضاء ليلة في السجن، بعد كتابة مقال مناوئ لها. وقال: ''مهري كان يتعامل معي كعرّاب إعلامي، وأنا كنت أتعامل معه كمستشار سياسي''، مبرزا أن جنازة مهري هي الجنازة الثانية التي حضرها كل الناس بعد جنازة بومدين.