شهدت قسنطينة والولايات الشرقية، منذ ليلة أول أمس، تساقطا كثيفا للثلوج، ما تسبب في غلق بعض الطرق الولائية والوطنية وعزل العديد من القرى النائية، في انتظار وصول اضطراب جوي جديد قادم من أوروبا الخميس المقبل. تعذر، صباح أمس، التنقل من وإلى قسنطينة عبر مختلف المداخل بسبب تساقط الثلوج التي بلغ سمكها 10 سنتمترات، في ظل غياب المعدات اللازمة لفتح الطرق أمام حركة المرور المشلولة، بشكل خاص على مستوى الطريق السيار شرق غرب. من جهة أخرى، تم إلغاء الرحلات نحو الجزائر العاصمة ونحو فرنسا، لتبقى رحلات اليوم الخاصة بالمعتمرين معلقة. وقد انخفضت درجات الحرارة إلى ما بين 1 و5 درجات، حسب مصالح الأرصاد الجوية، التي أكدت تواصل تساقط الثلوج على المرتفعات التي يصل علوها 800 متر. كما تسببت الثلوج التي تساقطت منذ ليلة أول أمس على ولاية فالمة، في غلق عدد من المنافذ والمعابر، حيث ذكرت مصالح الدرك والحماية المدنية بفالمة، أن الثلوج تسببت في غلق الطريق الولائي رقم 123 الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية عين العربي، وهي نفس الوضعية المسجلة على مستوى بلدية رأس العقبة الواقعة على الطريق الوطني رقم 20 الرابط فالمة بولاية قسنطينة، إلى جانب غلق الطريق. وفي سطيف تسببت الثلوج في إحداث حالة من الشلل في أكثر من 20 بلدية تقع في شمال الولاية، وأبدى سكان هذه المناطق قلقهم الكبير من نفاد المواد الغذائية وكذا قارورات غاز البوتان والوقود. ورغم الكميات الكبيرة التي تم توفيرها بعد صدور النشرة الخاصة من طرف مصالح الأرصاد الجوية، إلا أن موجة البرد عجلت بنفادها. كما تسبب الثلوج المتساقطة على ولاية برج بوعريريج، ليلة أول أمس، في عزل العديد من قرى بلديات بن داود وحرازة، وغلق الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين برج بوعريريجوسطيف مرورا ببلديات دائرة برج زمورة، خاصة على مستوى الجزء الرابط بفنزات، وقرى بني لعلام، كما عرفت منحدرات بلدية تقلعيت بدائرة برج غدير، حسب رئيس الدائرة، صعوبات كبيرة في حركة المرور، فيما كانت بلديات الجهة الشمالية بدائرة جعافرة الأكثر تضررا خاصة بمنطقة تركبات. أما في جيجل فقد توقفت الحركة بالطريقين الوطنيين رقم 77 و77 أ اللذين يربطان الولاية بولايتي سطيف وميلة، على مستوى منطقة تامنتوت ببلدية جيملة، إضافة إلى الطريق الوطني 105 الذي شلت به حركة المرور بمنطقة فدولس بذات البلدية. انهيار عمارة و20 سكنا فوضويا بعنابة أدى انهيار جزئي لبناية بالمدينة القديمة ''بلاس دارم'' ببلدية عنابة، إلى إصابة 5 أشخاص، من بينهم طفلان، بجروح متفاوتة، ما استدعى نقلهم جميعا إلى المستشفى الجامعي ابن رشد لتلقى الإسعافات. ومن جهة أخرى، فقد تم وضع امرأة، تبلغ من العمر 40 سنة، تحت العناية الطبية المركزة، جراء تعرضها لجروح نوعا ما خطيرة، بسبب سقوط سقف الطابق الأرضي للعمارة عليها، الأمر الذي تطلب من أفراد الحماية المدنية استخدام معدات متطورة لإنقاذ الضحية، التي تم إخراجها بعد فترة من البحث تحت الردم. وقد تدخل أفراد الحماية المدينة، في حدود الساعة السادسة صباحا، إثر تلقيهم بلاغا من طرف مواطنين، مفاده سقوط مفاجئ لسقف عمارة متكونة من 3 طوابق على رؤوس أفراد 11 عائلة كانت تقيم بداخل العمارة، ما تطلب تجنيد قوات إضافية من الحماية المدنية للتكفل بعمليات الإنقاذ وإجلاء جميع المقيمين. ويذكر أن التقلبات الجوية الأخيرة، التي عرفتها ولاية عنابة، تسببت خلال 72 ساعة الأخيرة في انهيار 20 سكنا فوضويا بحي سيدي حرب 2 بسبب الرياح القوية التي فاقت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة. ترحيل عائلات بأميزور وأخرى تستغيث ببجاية تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على بجاية، خلال الساعات الأخيرة، في تصدع عدد كبير من المنازل بعاصمة الولاية، اضطرت على إثرها مصالح البلدية إلى ترحيل حوالي ست عائلات إلى مقر مدرسة شبه الطبي بصفة مؤقتة. كما يعيش سكان الجبهة البحرية المحاذية لنفق سيدي عبد القادر على وقع الخوف من الانهيارات، ويقول أحد القاطنين إنه ما دامت الأمطار تتساقط فإن الخطر يبقى قائما، وهو ما دفعهم إلى الاستغاثة بمصالح البلدية والولاية للوقوف إلى جانبهم في حالة حدوث خطر كبير. كما تسببت الثلوج الكثيفة التي تجاوز سمكها 40 سم في كنديرة وأدكار وشلاطة، في غلق العديد من الطرقات، منها الطريق الوطني الرابط بين بجاية وتيزي وزو، وكذا الطريق الرابط بين بجايةوسطيف. كما اضطر المئات من التلاميذ إلى الدخول في عطلة إجبارية بسبب الثلوج والبرد القارس في قرى إغرام وبني معوش وصدوق وإغيل علي وأيت رزين. تعليق الدراسة في عدة مناطق بتيزي وزو أدى تساقط الثلوج إلى شل الحركة في عدة بلديات بولاية تيزي وزو، منذ ليلة أول أمس، وإلى عزل مرتفعات الولاية، ولم يتمكن التلاميذ من الالتحاق بالمؤسسات التربوية في كل من دوائر عين الحمام، إفرحونن، وبوزفن، حيث توقفت الحركة بشكل يكاد يكون كليا. واضطر مديرو المؤسسات التربوية إلى تعليق الدراسة وإخراج التلاميذ من المؤسسات التعليمية في الفترة المسائية في مناطق بني يني غير البعيدة عن دائرة عين الحمام، وذلك لتمكينهم من الالتحاق ببيوتهم. اضطراب جوي جديد من جهته، أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية عن عودة الاستقرار تدريجيا للمناطق الوسطى والشرقية بداية من ظهيرة اليوم، بعد تسجيلها كميات هائلة من الأمطار والثلوج، في انتظار عودة اضطراب جوي جديد بنفس المناطق بداية من الخميس المقبل، مصحوبا بأمطار وثلوج عبر المرتفعات التي يزيد علوها عن 1000 متر. وحسب ما صرحت به السيدة عائشة كروش، مهندسة بخلية الإعلام والاتصال بالديوان ل''الخبر''، فإن الاستقرار سيعود تدريجيا بعد الاضطرابات المسجلة خلال الأيام الماضية، وهذا بداية من ظهيرة اليوم، كما ستكون الأجواء صافية غدا الثلاثاء بمعظم المناطق، على أن تعود الغيوم تدريجيا بداية من يوم الأربعاء التي تؤدي، حسب كروش، إلى تساقط أمطار معتبرة بداية من الخميس، خاصة بالمناطق الوسطى والشرقية، مع تساقط ثلوج في المرتفعات التي يزيد علوها عن 1000 متر.كما يتوقع الديوان، حسب ذات المسؤول، تسجيل رياح ما بين معتدلة إلى قوية، كما أن درجات الحرارة ستبقى فصلية تتراوح بين 10 و12 درجة.