رغم أن وزارة التربية الوطنية منحت كل تلاميذ المدارس الابتدائية الحق في تناول الوجبات الغذائية داخل مؤسساتهم، إلا أن كثيرا من متمدرسي ولاية وهران لا يظفرون بهذا الحق، لأن مدارسهم تفتقر للإمكانيات، ومن يستفيدون من الإطعام المدرسي عادة ما تكون وجباتهم باردة، والوجبات الساخنة لمن استطاع إليها سبيلا. مشاكل الإطعام المدرسي بولاية وهران متشعبة، حسب ظروف كل مدرسة ابتدائية، على عكس الثانويات والمتوسطات التي لها تجربة في هذا المجال لتوفرها على نظام نصف داخلي، حتى أن نوعية الوجبات التي تقدم في الثانويات أو المتوسطات ذات نظام نصف داخلي تختلف كثيرا عن تلك التي يحظى بها تلاميذ المدارس، لأنها مراقبة بصفة دورية من قِبل المقتصدين من جهة، وكونها تحت إشراف مديرية التربية من جهة أخرى. وكما أوضحه مديرون في التعليم الابتدائي، فإن المدارس التي تتوفر على مطاعم تجهّز وجبات ساخنة تتنوع بين الفاصوليا، والعدس ونوع من العجائن مدعمة بحبة بيض أو تمر أو حبة جبن، وهذا إضافة إلى ما تيسّر من فاكهة، وتوزعها على تلاميذها، وكذا تلاميذ المدارس القريبة منها التي تفتقر لإمكانيات الإطعام، وعادة ما تصل إلى هذه المؤسسات باردة. وحسب محدّثينا، فإنه لا يمكن تطوير نوعية الأكل حسب المقاييس المعمول بها، بالنظر إلى الميزانية المخصصة لذلك، خاصة وأن قيمة الوجبة الواحدة 35 دينارا، وهذا فضلا عن أن تحضير الوجبات في بعض المؤسسات لا يشرف عليه طباخون مختصون، بل عمال عاديون يخبطون خبطة عشواء في تجهيز الطعام المقدم للتلاميذ، مع العلم أن أولياء تلاميذ ينبهون أبناءهم من عدم تناول الوجبات الغذائية في المدرسة، ما عدا الفاكهة على سبيل المثال. وهناك شريحة أخرى من المدارس لا تصلها وجبات ساخنة، فتكتفي بتقديم الخبز والجبن لتلاميذها، هذا إذا توفرت لديها قاعة مخصصة للأكل، أما من ليس لديها قاعة مهيأة لتناول الوجبات حتى الباردة فلا تقدم شيئا لتلاميذها، وهي كثيرة في ولاية وهران. ما يعني أن عددا كبيرا من التلاميذ محرومون من حق الإطعام. وما هو لافت للانتباه في ولاية وهران أن مدارس يمكنها الحصول على وسائل الطبخ لتجهيز الطعام لتلاميذها، بالنظر إلى القاعات التي تتوفر لديها، لكن مديريها يرفضون طلب توفير هذه الإمكانيات، خوفا من مشاكل الإطعام والتعامل مع الممونين.