اشتكى عدد من مدراء المدارس الابتدائية من التماطل المسجل لدى رؤساء البلديات في عملية إطلاق المناقصات الخاصة بتزويد المطاعم المدرسية بالمواد الغذائية على مستوى الابتدائيات الأمر الذي من شأنه التسبب في تأخر انطلاق المطاعم لهذه السنة. وكانت وزارة التربية قد أعلنت أن تاريخ مباشرة مطاعم المدارس الابتدائية لخدماتها سيكون بتاريخ 26 سبتمبر الحالي. غير أن هذا التاريخ لن يحترم في عدد من بلديات الوطن بحسب بعض المديرين لما تتطلبه عملية إطلاق المناقصات واستيفائها من وقت وبالتالي سيخلق مزيدا من المعاناة لتلاميذ المناطق النائية الذين لا يسمح لهم وقت الاستراحة بين الفترتين الصباحية والمسائية بالتنقل إلى ذويهم لتناول وجبة الغداء، ورغم أن نسبة المدارس الابتدائية المستفيدة من المطاعم بلغت 83 من المائة بفضل إنجاز 595 مطعما جديدا، إلا نوعية الوجبة المقدمة والمقدرة ب 35 دينارا للوجبة الواحدة تبقى دون المستوى وذلك لعدة أسباب، منها تركيز هذه الوجبات على البقوليات كالعدس والفاصوليا بسبب كبيرة تصل إلى 80 بالمئة حتى أن هذا الأمر أصبح يساهم في ارتفاع أسعار هذه الأخيرة في أسواق الجملة أثناء الموسم الدراسي بحسب بعض التجار، إضافة إلى حالات الغش والتزوير في فواتير المواد الغذائية للاستفادة من فارق الأسعار بين مختلف المواد كاستبدال اللحم بالجبن والفواكه رديئة النوعية والتي تتم بين المقتصدين ومفتشي التغدية الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تحديد مكونات الوجبات اليومية المقدمة للتلاميذ، كما أن غالبية مطاعم المدارس الابتدائية تعرف غياب طباخين مؤهلين ما يحتم على المديرين استخدام فتيات يعملن في إطار تشغيل الشباب للتكفل بمهمة إعداد الوجبات ولأنهن لا يحملن أي شهادة في فن الطبخ ولسن متعودات على إعداد وجبات لمئات التلاميذ فإن كثيرا من هذه الوجبات التي يعددنها لا ترقى إلى المستوى وتعرف عزوف التلاميذ عن تناولها مكتفين بالوجبات الباردة. كما يتحمل كثير من مديري ومعلمي المدارس النائية مسؤولية نقل مادة الخبز يوميا إلى المطاعم بإمكانياتهم الخاصة في غياب تكفل البلديات بمهمة نقل هذه المواد في وسائل صحية تحفظ نظافة ونوعية هذه المادة، وقد يحرم مئات التلاميذ من وجبة الغداء في حال تغيب المدير أو تعذر عليه الحضور فينعكس ذلك على عملية التحصيل والأداء التربوي عند التلاميذ ويحول المطاعم إلى سبب لحصول سوء التغذية عندهم.