حذّر أطباء مختصون في الطب المدرسي بوهران، من تعرض تلاميذ المؤسسات التربوية المعنية بالدوام المتواصل للتسممات الغذائية، على خلفية تناولهم لوجبات غذائية باردة داخل الأقسام وبدون توفير شروط النظافة. وفيما ذكروه، فإنه يجب على قطاع مسؤولي التربية والساهرين على نجاح الدوام المتواصل ومديري المؤسسات المنخرطة في هذا المشروع، توفير شروط تقديم الوجبات للتلاميذ، منها أن هذه الوجبات يجب أن تحضّر في مطاعم داخل المؤسسات التربوية نفسها، أي لا تنقل في سيارات أو شاحنات، وتقدم للتلاميذ ساخنة في مكان مخصص للأكل مع فرض على متناوليها غسل أياديهم قبل وبعد الأكل، منبهين إلى عدم تناول التلاميذ لما تيسر لهم من الطعام داخل الأقسام التي تفتقد إلى شروط الإطعام. وكل ما ذكره ممارسو الطب المدرسي لا وجود له على أرض الواقع، حيث أن التلاميذ يأخذون معهم وجبات غذائية تحضّرها أمهاتهم صباحا بالمنزل ويحملونها في محافظهم مع الكتب والأدوات المدرسية، ويحتفظون بها إلى غاية منتصف النهار ليتناولوها داخل الأقسام وعلى نفس الطاولات التي يضعون عليها كتبهم وكراريسهم، ويجب أن يأكلوها في وقت قياسي ثم ينظفون طاولاتهم بعد الأكل. ومن الحلول التي تحاول المؤسسات اللجوء إليها هي إحضار وجبات غذائية من مطاعم مدرسية محمية في علب، الأخيرة التي يضعها عمال أو مساعدون تربويون على طاولات التلاميذ بربع ساعة قبل منتصف النهار حتى يشرعوا في الأكل بمجرد أن يدق جرس نهاية آخر حصة صباحية، وبعدها يتكفل المتمدرسون بجمع العلب والفضلات ووضعها في ركن مخصص بالقسم. وأمام هذه الكارثة التي لم تُحسب عواقبها من قبل من أقروا الدوام المتواصل بوهران، وعلى ضوء تحذيرات الطب المدرسي، فإن الأولياء الذين ينتابهم الخوف من تعرض أبنائهم لأمراض في الجهاز الهضمي أو لتسممات غذائية غير محمودة العواقب جراء وجبات باردة تبقى أكثر من 4 ساعات في محفظة التلاميذ، يطالبون بالعودة إلى النظام القديم ريثما تتوفر الشروط المناسبة المشار إليها سالفا. ''إذ لا يمكن تصور أن طفلا أو مراهقا يتناول لحما مفروما مرت على مدة طهيه 4 ساعات ومحفوظا وسط رزمة من الدفاتر''، يقول أحدهم.