وصف رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، المشهد السياسي العام في البلاد ب''الفاسد''، ودعا من أسماهم ''كبار القوم ومن حرروا البلاد'' إلى احترام مبدأ التداول على السلطة. وهي إشارة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال سلطاني، أمس، ببسكرة، خلال لقاء بمناضلي حمس، بمناسبة التحضير للمؤتمر الخامس، إن المسؤول ''لا ينبغي أن يتشبث بمنصبه حتى يتجنب إزاحته في المؤتمرات وسحب الثقة منه''. ويقصد سلطاني نفسه ضمنيا، إذ أنه أعلن عدم ترشحه لرئاسة الحركة في المؤتمر المقبل. ولكنه يشير أيضا إلى مسؤولين في الدولة والأحزاب متشبثين بمناصبهم زمنا طويلا. وفي تعليقه على قادة الأحزاب الذين استقالوا أو تمت تنحيتهم أو دفعوا إلى الاستقالة، في صورة آيت أحمد وسعيد سعدي وأحمد أويحيى وبلخادم، قال أبو جرة: ''واش يقعدوا ايديروا''. وبرأيه فإن البيئة السياسية ''فاسدة وبلغت مستوى الحضيض، والجميع مطالب بأن يقبل بقواعد اللعبة، في السلطة تخدم الدولة ومن يعارض يوصف بالعميل''، رغم أنه لا توجد ديمقراطية بلا معارضة، بحسب سلطاني. وبشأن ما تشهده بعض الدول العربية والإسلامية من أحداث، قال سلطاني إن ''المحصلة الناتجة عن التحولات ليست جيدة، لأن العالم العربي عاش سنوات من القحط السياسي والكبت نتيجة لتوريث السلطة، كل هذه المعطيات دفعت الشعوب إلى ألا تثق في الذي ذهب، والذي يحكم، لأنهم لم يروا تداولا على الصندوق الذي لم يعد ضمانة''. وأضاف رئيس حمس: ''في الجزائر لم نشهد انتخابات حرة ونزيهة، بل هي صناعات خارج الإرادة الشعبية''. وبخصوص ما تعيشه الجارة تونس، قال سلطاني: ''نحن ضد العنف السياسي واللفظي والجسدي''، متمنيا أن يتجاوز التونسيون هذه المرحلة والذهاب إلى الشرعية. وفي سياق حديثه عن العنف، أدان سلطاني التدخل العسكري لفرنسا في مالي، حيث قال إن ''تدخل فرنسا بقواتها وعدتها غلط، وسماح الجزائر بفتح أجوائها غلط أيضا''. ليؤكد أن ما يحدث في جنوبنا ''ليس سليما وليس صكا على بياض''، ليدعو في ختام كلمته إلى التفريق بين ما يجري في مالي وبين ما حدث في تيفنتورين بعين أمناس، الذي وصفه ب''الاعتداء الإرهابي الذي لا يقبل المساومات، ومن يمد يده إلى ثرواتنا أو يبتزنا بالرهائن ويعتدي على سيادتنا، لا بد أن يلقى نفس المصير من الجيش الوطني الذي يستحق التحية والتشجيع''.