عقد المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، أمس، اجتماعا طارئا، بعد تأكد خبر وفاة القيادي عبد الرزاق بوحارة. وقال المنسق، عبد الرحمن بلعياط، إن الاجتماع تناول تحضير جنازة المرحوم المنتظرة اليوم. وقال بلعياط في اتصال به: ''نحن بصدد التشاور لإعداد كلمة تأبينية تشارك فيها منظمة المجاهدين والحزب والجيش... لأن الرجل ينتمي إلى كل هذه العائلات''. مشيرا إلى أنه التقى المرحوم منذ يومين ''ولاحظت عليه علامات التعب، رحمه الله''. من جهته، وصف رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، الراحل عبد الرزاق بوحارة بالرجل الذي لطالما حمل الأفكار داخل جبهة التحرير الوطني ''والخلاف معه لم يكن أبدا حول أمر آخر غير أفكار وأرضيات يحملها''، بينما تحدث عنه عبد الكريم عبادة، منسق الحركة التقويمية في الأفالان، قائلا: ''المرحوم بوحارة قامة من القامات الوطنية، وخسارة كبيرة، وكنا راهنا عليه لقيادة الأفالان، لكن القدر خطفه''. وذكر سعداني ل''الخبر'' عن الفقيد ''كان مجاهدا قبل أن يكون مناضلا، وكان يحمل فكرة جبهة التحرير الوطني منذ نعومة أظافره''. ويصف سعداني نضال الراحل بوحارة ب''نضال الفكرة والحوار.. كان في كل دورات اللجنة المركزية يأتي حاملا أفكارا وأرضيات سياسية وأطروحات يطرحها على المناضلين ويدافع عنها إلى النهاية''. ويضيف عمار سعداني: ''الراحل لا يستطيع أي شخص أن يقول إني دخلت في خلاف معه خارج الأطر الفكرية، كان لا يعرف الجهوية ولا الطبقية ولا الفئوية وإنما فقط الأفكار''. وعاد إلى آخر لقاءاته به: ''آخر لقاء معه تناقشنا فيه أرضية قدمها لي وأيضا للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية الأخيرة بأيام''. وختم: ''بوحارة عمل بكل جد في الأيام الأخيرة ليعيد وحدة الأفالان ويرص الصفوف ويجمع الشمل''. وتحدث عبد الكريم عبادة، المنسق العام للحركة التقويمية في الأفالان، عن الراحل قائلا: ''من المناضلين الأوائل الذين أسهموا في الثورة وكان ضابطا في القاعدة الشرقية وترك بصماته لاحقا في تسيير ولاية الجزائر العاصمة ثم كوزير''. ويشير عبادة عن الراحل أيضا ''وفاته خسارة كبيرة للجزائر وللحزب، لقد راهنا عليه لقيادة الأفالان.. سيظل قامة من قامات الجزائر''. وعبر رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، عن حسرته إثر وفاة عبد الرزاق بوحارة قائلا: ''عرفت الرجل جيدا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني''، مضيفا: ''لم تكن لي الفرصة للتعامل عميقا مع الراحل، لكني أحتفظ بعلاقة مودة جمعتني به، لقد تفاجأت كثيرا للخبر الأليم''. ويشيد غزالي بخصال الراحل: ''لقد امتحنه الله وصبر من قبل في وفاة ابنتيه في فيضانات باب الوادي.. لقد كان رجلا مخلصا''. وعبر وزير الدفاع السابق، خالد نزار، عن حسرة كبيرة لسماع نبأ وفاة السيناتور عبد الرزاق بوحارة، وقال نزار ل''الخبر'' أمس: ''عرفت الراحل منذ الثورة التحريرية، لقد كان من الشبان الأوائل الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني، وعمل مخلصا في الوحدات التابعة للثورة''. وبدوره ترحم وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، على الراحل رغم حالته الصحية الصعبة. وقال في اتصال مقتضب به: ''الله أكبر، رحمة الله على الفقيد''.