الغنوشي: ''النهضة بخير والذين ينتظرون تمزق الحركة سينتظرون كثيرا'' دفعت حركة النهضة بالآلاف من أنصارها إلى الشارع، في مظاهرة حاشدة شارك فيها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التحرير وجبهة الإصلاح السلفي وحركة وفاء.. واتخذت من ''حماية الشرعية'' و''وحدة الصف الإسلامي''، ولا تجمع لا نداء (حزب باجي قايد السبسي) شعارات لها، فيما أجل رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، الإعلان عن نتائج مفاوضاته مع الأحزاب. فمنذ الصباح بدا أن النهضة تستعد لاستعراض قوة، اللوجستيك المادي القوي والمنصة والكاميرات التي أوجدتها النهضة أمس بشارع بورقيبة، توحي بأن النهضة، لم تعد حزبا فقط، لكنها باتت قوة سياسية تمتلك أدوات الفعل السياسي والدعائي وإمكانات إدارة الشارع، بما لا يملكه أي حزب آخر في تونس. وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي حضر المسيرة، إن الجموع الحاشدة التي تجمعت في شارع الحبيب بورقيبة هي حراس الثورة، وانتقد الأطراف التي دعت إلى حل المجلس التأسيسي، وأوضح أن هذه الأطراف تتحمل مصائب الشعب التونسي من خلال محاولتها استغلاله، وقال: ''الشعب التونسي مسلم ولن يستسلم أبدا، والنهضة لم تأت لتفرق بين مسلم وغير مسلم ابدأ، وتونس لنا ولغيرنا وتكفي لنعيش فيها جميعا''، ودعا إلى ''وحدة وطنية تجمع كل التيارات المدافعة عن المصلحة الوطنية''، مشيرا إلى أن هناك صراعا بين أبناء الثورة وبين أعداء الثورة الذين يريدون العودة بتونس إلى العهد البائد''، وقال إن ''حكومة التكنوقراط هي إلغاء للحكومة الشرعية التي انبثقت عن المجلس التأسيسي الذي جاء بانتخاب''، موضحا أن ''الحركة مع حكومة ائتلاف يشارك فيها أكبر قدر من القوى السياسية''، وأبرز أن ''التيار الإسلامي عانى 50 سنة من الدكتاتورية، ولذلك لن نكون ونحن في الحكم دكتاتوريين، نحن مع حرية الإعلام ومع حرية تكوين الأحزاب والجمعيات ونحن ضد العنف وضد العنف ضد النساء، لكننا ضد المغالطات''، ودعا الغنوشي شباب الحركة وشباب التيار الإسلامي إلى ''عدم التسرع وعدم إرهاب الناس والعمل بهدوء بعيدا عن أي تشنج''، وأكد أن ''هناك من يمنون النفس بأن يروا حركة النهضة ممزقة ومشتتة، هؤلاء ينتظرون يوما لن يأتي، وتمزيق النهضة وإقصاؤها من الحكم بالحيلة والانقلاب خطة فاشلة''. كما أدان الغنوشي دعوات التدخل الخارجي في تونس ''لا أحد يخوفنا ولسنا في حرب مع جيراننا ولسنا في عزلة عن العالم''. وفي السياق نفى الرجل الثاني في حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، التصريحات التي وردت في الصحيفة الفرنسيّة ''ماريان''، وقال في تصريح صحفي لإذاعة تونسية إن ''الصحيفة قامت بإخراج كلامي من سياقه''. وطلب مورو تصحيح ما صدر عنه من كلام في هذا الحوار، قائلا: ''لقد تم إنقاص وزيادة كلام، لذا أريد التصحيح، وأنا مسؤول عن أفعالي وأريد إعادة الكلام لنصابه وفي الإطار الذي ورد فيه''، وأوضح مورو أنه قال ''لا يمكن لحركة النهضة أن تبقى معارضة لأي توجه وفاقي، ويجب أن تبادر باتخاذ مواقف وفاقية تجنب البلاد الوقوع في أزمة مواطنة، وراشد الغنوشي والقادة مسؤولون عن التباطؤ الحاصل اليوم، والواقع الوطني لا يمكنه الانتظار، وأطالب القيادة إما أن تتخذ موقفا أو تتخلى وتترك المجال لمن يتخذ موقفا لصالح الوحدة الوطنية''، ونفى أن يكون قد طالب راشد الغنوشي بمغادرة النهضة أو أن تغادر النهضة الحكم. لكن النهضة التي استعصت على الأحزاب التي تستهدفها منذ فترة، باتت تواجه أزمة داخلية تؤشر على صورتين، إما أن الحركة تعيش جوا ديمقراطيا عالي السقف لدرجة أن أتاح لقيادات الحركة التباين بوضوح في المواقف والتصورات، أو أنها بالفعل تتجه نحو انشقاق على صعيدها السياسي والهيكلي، بعد تمسك أمينها العام ورئيس الحكومة حمادي الجبالي بمقترح تشكيل حكومة كفاءات. للإشارة، أرجأ رئيس الحكومة حمادي الجبالي في ساعة متأخرة من يوم أول أمس الإعلان عن نتائج مفاوضاته مع الأحزاب السياسية في تونس إلى يوم غد الإثنين. وقال عقب اجتماعه مع قادة كافة الأحزاب السياسية إنه سيعلن يوم غد عن نتائج هذه المفاوضات. وتشير بعض المعلومات إلى أن مساعي للتوفيق بين طرح الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط، وبين تمسك النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء بحكومة ائتلاف، وينص هذا التوافق على تشكيل حكومة بين تكنوقراط يديرون الوزارات السيادية، وبين وزراء ينتمون إلى أحزاب سياسية. وبناء على ذلك لم يطل هلال الحكومة يوم السبت كما كان متوقعا، حيث تأجلت ليلة الشك إلى الإثنين، وينتظر التونسيون الفرج بعد أسبوع من القلق والترقب في انتظار توافق سياسي يجنب تونس مخاطر الانسداد. .