اعترف الرئيس المدير العام لمؤسسة سوناطراك، عبد الحميد زرفين، بوجود نقائص عديدة في مخططات حماية المنشآت البترولية، تم التعرف عليها بعد دراسة المخططات عقب الهجوم على قاعدة تيفنتورين بعين أمناس، كما كشف عن وضع سوناطراك لتدابير جديدة لمحاربة الفساد بعد الفضائح الأخيرة التي هزت الشركة الوطنية. قال زرفين أن الهجوم الإرهابي على القاعدة النفطية تيفنتورين في عين أمناس، كشف العديد من العيوب في مجال حماية هذه القواعد، خاصة في المناطق البعيدة وأهمها غياب حراس مسلحين عند مداخل القواعد من هذا النوع التي تقع بعيدا عن مراكز الحياة والمدن، مما يجعلها عرضة لاعتداءات محتملة. وأوضح زرفين في تصريح لحصة ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة، أن سوناطراك قدمت عدة اقتراحات في مجال تحسين آليات الحماية، خاصة ما تعلق بتسليح أعوان الأمن التي تحتاج إلى قوانين جديدة لتسييرها. مشيرا إلى أن الاقتراحات التي تقدمت بها سوناطراك بعد هجوم تيفنتورين ستسمح بتحسين الحماية والأمن في هذه القواعد البعيدة خاصة. من جهة أخرى، تطرّق زرفين للفضائح التي هزّت مؤخرا أكبر شركة في الجزائر وإفريقيا، حيث أكد أنها لم تؤثر على عمل المؤسسة وعلى رقم أعمالها ''إلا أنها تبقى فضيحة وأتفهم غضب الشارع الجزائري''. وكشف عن وضع سوناطراك لإجراء جديد ''أر 18 '' والذي يحمل العديد من الإجراءات التي تسمح بمحاربة الفساد، من خلال تعزيز دور عمليات التدقيق الحسابي في الشركة والتي منحت لها استقلالية تامة عن الهياكل الأخرى لسوناطراك، والتي يمكنها أن تقوم بالتحقيقات التي تريد، وأن تفرض الأخلاقيات على كل المديريات. وفي سياق آخر، تطرّق زرفين لإنتاج الجزائر من النفط والاستثمارات التي ستقوم بها المؤسسة من أجل رفعه، حيث أكد أن الإنتاج تراجع منذ 2008، إذ تنتج الجزائر 200 مليون طن معادل بترول وتهدف لرفع الإنتاج للوصول إلى 225 مليون طن معادل بترول في سنة 2017، وهذا من خلال الرفع من قدرات التنقيب والحفر، حيث تنوي المؤسسة، حسب مسؤولها الأول، الوصول إلى حفر 160 بئر سنويا للتنقيب عوض 80 بئرا التي تحفرها حاليا. معترفا بوجود نقص في الاكتشافات حاليا بالجزائر. كما أشار زرفين إلى الأخبار المتداولة حول قرب انتهاء احتياطي النفط الجزائري، حيث أكد أن الكثير يقدمون تكهنات دون أن يملكوا الإحصائيات. والدليل على ذلك -حسبه- هو أنه منذ سنوات ''نسمع هنا وهناك أن المخزن على أبواب الجفاف، إلا أننا في 2012 قمنا ب31 اكتشافا جديدا، مما سمح لنا باسترجاع 30 بالمائة من احتياطاتنا''. أشار زرفين الذي أوضح أن الإمكانيات المتوفرة تقدّر ب 4 ملايير طن معادل بترول نصفها احتياطات غازية. مؤكدا استمرار سوناطراك في تعزيز قدرات الاستكشاف للرفع من المخزون. وعن صادرات سوناطراك خلال 2012، أوضح زرفين أن المؤسسة حافظت على نفس مستوى 2011 أي في حدود 72 مليار دولار، رغم التراجع في الإنتاج، إلا أن ارتفاع الأسعار سمح بالحفاظ على نفس المستوى. كما كشف الرئيس المدير العام لسوناطراك عن المشاريع المستقبلية للمؤسسة، ومنها افتتاح 4 محطات تكرير جديدة بحلول 2017 والتي ستكلف حوالي 15 مليار دولار، بالإضافة إلى تأهيل المحطات الموجودة ''مثل محطة سكيكدة التي نريد إنهاء العملية بها قبل 30 جوان القادم رغم الصعوبات التي واجهناها'' وهذا للوصول إلى إمكانيات تكرير تقدّر ب 27 مليون طن. كما كشف زرفين عن استثمار 20 مليار دولار في البيتروكيمياء. مؤكدا أن الغاز الصخري يمثل مستقبل الجزائر التي تبحث عن تطوير الطاقات غير التقليدية. وفي نفس السياق تطرّق ذات المسؤول إلى التنقيب عن النفط في البحار، حيث أكد أن سوناطراك منحت المشروع لشركة ''سي جي سي فيريتاس'' والتي تقوم بدراسة زلزالية لأعماق البحر الجزائري. مؤكدا أن عمليات البحث عن النفط في البحر ستنطلق نهاية 2013 وبداية .2014 مؤكدا في نفس السياق أن سوناطراك ستستمر في تطوير أعمالها في الخارج. س. ب