صدر كتاب ''سفر إلى قلب عاصمة الزيانيين'' للكاتب محمد مجاهدي، عن دار تيمفاد للنشر والتوزيع، حيث وضعت بين صفحات الكتاب، الذي أتى في حجم متوسط من مائة صفحة، صور بالأبيض والأسود، تنقل فيها الكاتب وتجوّل من حقبة إلى أخرى ومن موقع إلى آخر، بدءا من بوماريا الرومانية إلى أغادير وتافرارت المرابطية التشفينية، إلى تلمسان الموحدية والزيانية. وعرّج المؤلف في تجواله، عبر مدينة كانت، لقرون عديدة، ملتقى الحضارات والتعايش والتسامح بين الملل والنحل المختلفة، من بينها جالية يهودية كبيرة، هاجرت إلى تلمسان من الأندلس بداية من منتصف القرن الثالث عشر ميلادي إلى غاية سقوط غرناطة والأندلس، في يد الكنيسة المسيحية المتطرّفة، حيث تطرق بالتفصيل إلى يوميات وعادات اليهود، من ملبس ومأكل وطقوس تعبدية في أحيائهم المعروفة بدروب اليهود، وسط المدينة، والتي غادروها عشية استقلال الجزائر مع الفارين والمغادرين من المعمّرين الفرنسيين، ومن تلك الطقوس الحج اليهودي أو ''الهيلولة''، إلى حيث يرقد الطبيب الشهير والحبر اليهودي ''افرام أنخاوة'' بحي قباصة، قرب المقبرة اليهودية في تلمسان. وختم محمد مجاهدي سفره إلى قلب عاصمة الزيانيين بجولة إلى بعض المرافق المنجزة حديثا، مثل القصر الملكي بقلعة المشور، وهو أحد القصور الذي تمت إعادة بنائه على أنقاض حفريات أثرية، بموقع قصر السلطان الزياني الشهير يغمراسن بن زيان الذي حكم المغرب الأوسط قرابة نصف قرن من الزمن، وعرفت في عهده الدولة الزيانية أوج قوتها.