شدّ العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''تلمسان تقاوم'' للمخرج أعمر أعراب، أول أمس، فضول عشاق الفن السابع، الذين التحقوا بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، والذي نقل تاريخ المقاومة في حياة عاصمة الزيانيين على مدار قرون عدة، من حصار المرنيين للمدينة، إلى الغزو الإسباني، الذي أنهى مرحلة حكم بني عبد الواد. قدّم الفيلم الوثائقي ''تلمسان تقاوم'' للمخرج أعمر أعراب، طيلة 90 دقيقة من العرض، بحثا في البعد الأمازيغي للمنطقة منذ آلاف السنين، انطلاقا من مغارة بني عاد العجيبة، قرب بلدة عين فزة، وهي المغارة التي كان يتخذ منها الأمازيغ قصورا ومساكن لهم. كما حاول المخرج الذي كتب السيناريو بمعية الأستاذ بن كريدي، البحث في المرجعية اللغوية للتسمية التي أطلقت على حاضرة الزيانيين، بداية من بوماريا ثم أغادير فتقرارت، وصولا إلى تلمسان، وذلك استنادا إلى شهادات مؤرخين وباحثين من جامعة تلمسان، من بينهم الدكتور غوثي بن سنوسي والدكتور محمد النقادي. وبعدما نقلت عدسات الكاميرا الحضور في جولة عبر مختلف معالم المدينة الأثرية، من لالة ستي إلى الجامع الكبير، ومجمع سيدي أبي مدين شعيب بحي العباد، انتقلت إلى خرائب المنصورة، وهي المدينة التي بناها السلطان المريني أبو يعقوب المنصور، أثناء الحصار الشهير على تلمسان، الذي دام أكثر من ثماني سنوات، من 1299 إلى 1307، ظل خلالها سكان تلمسان صامدون يقاومون الغزو المريني، ويردون العدو خلف أسوار مدينتهم الصامدة. واعتمد المخرج على صور من الأرشيف في فيلمه الوثائقي طيلة أربعين دقيقة، والتي قال إنه تحصّل عليها من تلفزيون الأندلس بإسبانيا، لينتقل إلى مرحلة سقوط آخر ملوك بني الأحمر بغرناطة سنة .1492 فجملة التحولات التي حدثت في تلمسان، التي كانت تعيش أعز أيامها في حكم السلطان الزياني يغمراسن، عرفت توافدا كبيرا للجالية الأندلسية التي استقرت بحي باب الجياد شرقي المدينة. كما صور العمل مدى تأثير الجالية الأندلسية المسلمة المتحضرة، على حياة سكان المدينة في مجالات عدة، كما نقل تساقط المدن الجزائرية على يد الغزو الإسباني الصليبي، ثم عاد إلى تلمسان وما عرفته من مقاومة للغزو، إلى غاية سقوط ونهاية حكم بني زيان سنة .1554 واعترف المخرج أعمر أعراب، عقب انتهاء عرض الفيلم الوثائقي، وفتح باب النقاش، بالتقصير في معرفة تاريخ الجزائر قائلا ''لم نقدم شيئا لتاريخنا، ولبلد ولد 14 ألف سنة قبل الميلاد، وليس في نوفمبر .''1954 ودافع المخرج عن خياراته في الاستدلال وإضاءة الأحداث بالعودة إلى الأرشيف الجاهز. مرجعا ذلك لأسباب مالية وأخرى تتعلق بالوقت، معترفا بأنه غامر في أول عمل سينمائي له ناطق باللغة العربية، وهو الذي يعيش في المهجر منذ ثلاثين سنة، وأنتج عشرات الأعمال باللغة الفرنسية.