تابع عشاق الفن السابع بتلمسان، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''الفوال'' للمخرج بوعلام عيساوي، أول أمس، بدار الثقافة عبد القادر علولة، بتلمسان، والذي نقل ''الفوال'' من عالم الخشبة إلى الشاشة العملاقة، وأخذ الحضور في رحلة تاريخية بين عوالم وشواهد مدينة تلمسان، ملقيا الضوء على جرائم الاستعمار التي لازالت بعض معالم المدينة شاهدة عليها. شدّ العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''الفوال'' للمخرج وكاتب السيناريو بوعلام عيساوي، انتباه الحضور الذي أقبل بكثافة على دار الثقافة عبد القادر علولة، بتلمسان، لاعتماد المخرج على شخصية ''الفوال'' المعتاد مشاهدتها في الأعمال المسرحية، والتي جسدها الممثل علي جبارة، في دور ''الفوال'' حاملا الدف، ومتجوّلا من معلم إلى آخر، مناديا سكان المدينة انطلاقا من مرتفعات الهضبة، التي تحمل اسم الولية الصالحة ''لالة ستي'' قائلا ''يا لي تغير على بلادك وتعز تراثها اسمع للفوال''. وأتى الفيلم الوثائقي ''الفوال''، رحلة عبر تاريخ مدينة تلمسان منذ ألفي سنة خلت، مرورا من بلد الجدار إلى بوماريا اليونانية، فأغادير وتقرارت، فتلمسان، بداية من منتصف القرن الحادي عشر ميلادي. وحاول المخرج بجرأة كبيرة الخروج عن المألوف في تقديم الأعمال الوثائقية، في مدى 55 دقيقة، بداية من إدراج ''الفوال''، إلى اختيار الموسيقى، وذلك بإدراج النوبات الأندلسية في كل محطة تتعلق بتلمسان؛ حيث اختار عيساوي أن يرافقه في العمل العازف قويدر بركان. كما نقلت عدسات الكاميرا قبر الحبر اليهودي ''افرام ألان قاوة'' المدفون بحي قباسة بمدينة تلمسان، التي هاجر إليها هربا من قمع المسيحيين بالأندلس في القرن 13 م. وقال المخرج بوعلام عيساوي إنه أراد أن يبرز للعالم روح التسامح والتسامي الحضاري، الذي كان يميز سكان تلمسانوالجزائر منذ قرون عدة. وقد طاف العمل السينمائي بمعالم المدينة الأثرية من مساجد وأسوار، وانتقل إلى ميناء هنين أحد أقدم المرافئ البحرية في الجزائر وشمال افريقيا، شمال شرقي مدينة تلمسان، وصور بعض شواهد الحضارة الموحدية في عهد عبد المؤمن بن علي، ليوضح عيساوي ''حاولت خلال هذه الرحلة السينمائية تصوير جرائم الاستعمار الفرنسي، على شواهد المدينة الحضارية، مثل مسجد أبي الحسن التنسي ق12 م، والذي حوله الاستعمار إلى مخزن للنبيذ، ثم إسطبل للدواب، وقد نشب به حريق أتلف الكثير من المعالم العمرانية الفريدة، وهي الهمجية التي طالت قلعة المشور وقصورها''. واختتم الفيلم الوثائقي بدعوة على لسان علي جبارة، قائلا ''يا أهل تلمسان افتحوا أيديكم ...افتحوا قلوبكم ... استقبلوا إخوانكم المسلمين من كل بقاع العالم''.