في غياب توافق على منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، يطرح تيار في الحزب فكرة المؤتمر الاستثنائي لحل المشاكل التنظيمية والسياسية التي يعيشها الأفالان، لكن المكتب السياسي يستبعد ذلك في الوقت الراهن. قال بوجمعة صويلح، عضو المكتب السياسي في عهد الراحل عبد الحميد مهري وعضو اللجنة المركزية السابق ل''الخبر''، إنه من الضروري عقد المؤتمر في أقرب الآجال، أو دعوة ندوة وطنية للإطارات، لمعالجة الاختلالات السياسية والتنظيمية والهيكلة التي يتخبط فيها الحزب منذ فترة، وتصحيح علاقته بالسلطة، لافتا إلى أن ''ارتباطات الجبهة بالسلطة هي السبب الرئيس في المأزق''. وأوضح: ''ليس من مصلحة الحزب أن تستمر الفترة الانتقالية وقتا أطول''. ولا يعتبر مقترح عقد مؤتمر استثنائي وعقد ندوة للإطارات بالأمر الجديد، حيث كانت في قلب مقترحات الحركة التقويمية في الجبهة قبل الدورة الأخيرة للجنة، لكن المكتب المسير للحزب ممثلا في المكتب السياسي، استبعد الفكرة في الظروف الحالية. وقال عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب، أمس، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'': ''لسنا في حاجة إلى مؤتمر استثنائي، الأمور في الحزب تسير بصفة عادية''. وأضاف أن ''المكتب السياسي ليس مستعجلا لدعوة اللجنة المركزية للاجتماع''. وبدا بلعياط منزعجا من الحديث عن رغبته في الاستمرار في منصبه فترة أطول، مضيفا أن ما يجري ترديده بهذا الخصوص ''تأويل غير صحيح''. ووسط قراءات بأن أزمة الأفالان هي أحد إفرازات الصراع القائم في نواة القرار السياسي في الجزائر، يعتقد تيار في الحزب أن الرئيس بوتفليقة الذي يحوز على صفة رئيس الحزب مطالب بالتدخل في الأزمة الحالية، لأن استمرار الوضع الحالي لا يخدم استقرار المؤسسات المنتخبة، ويعزز طرح المطالبين بنزع شعار الحزب الذي عاد إلى الواجهة مؤخرا. وتوجهت الحركة التقويمية، في جانفي الماضي، بنداء للرئيس للتدخل في النزاع الذي يمزق الحزب، لكن الرئيس بوتفليقة الذي يواجه تحديات سياسية داخلية ودولية، لم يدل بدلوه في الصراع القائم، في ظل رواج حديث عن مساندة مقربين منه للأجنحة المتصارعة في الحزب. وفيما تحصر دوائر في الحزب المنافسة بين رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، ومحمد بوخالفة، عضو المكتب السياسي الأسبق، قدم تيار في الحزب، يحمل اسم أكاديمية شباب جبهة التحرير، اسم وزير التضامن الوطني السابق، السعيد بركات، لقيادة الحزب، في حالة عدم عودة عبد العزيز بلخادم إلى منصبه. في حين تبرأ النائب بلمداح نور الدين، عضو اللجنة المركزية عن المهجر، من لائحة المساندة لعمار سعداني، وقال إن الحديث عن دعمه لرئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق لتولي منصب الأمين العام عار من الصحة تماما، مشيرا أنه لم يدعمه ولم يعارض ترشحه ولم يوقع على أي وثيقة بهذا الخصوص. وقال محمد الصغير قارة، الناطق باسم ''حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني''، إن عمار سعداني ''مدعو للخروج عن صمته لتكذيب ما يكتب عنه بخصوص الفساد، وسنقف حينها بجنبه وندافع عنه، أما أن يسكت حيال الاتهامات الخطيرة التي توجه له، فنحن نرفض أن يكون أصلا في صفوفنا فما بالك باختياره قائدا علينا''. وأوضح قارة ل''الخبر'' أن ''اتهام سعداني باختلاس 3 آلاف مليار شيء خطير للغاية وينبغي على المعني أن يكذبه إن كان غير صحيح''. ودعا قيادي ''التقويمية'' النائب العام إلى التحقيق في القضية، رافضا أن ''تلصق شبهة الفساد بأي قيادي من حزبنا ويجري التعامل معها على أنه أمر عادي''.